Advertise here

بغير الكفاح المسلح المستقل لا عودة للحقوق

02 شباط 2020 10:49:00 - آخر تحديث: 02 شباط 2020 11:08:39

عام 1968 انطلقت الرصاصة الأولى معلنةً كفاحًا مسلحًا لا غنى عنه لتحرير فلسطين. كانت تلك الرصاصة بداية العمل الفدائي الذي شكّل نواته وركيزته ياسر عرفات عبر "حركة التحرير الوطني الفلسطيني" – فتح، وجناحها العسكري "قوات العاصفة". كان للكفاح المسلح في حقبة الحرب الباردة التي استفاد منها الشعب الفلسطيني لكسب الدعم لقضيته من قوى التحرر آنذاك، قوة أعادت فرض خريطة فلسطين في المحافل الدولية بعدما كانت على وشك ان تمحى.

 

ثم شكّل لبنان في سبعينيات القرن الماضي ساحة لوأد المقاومة الفلسطينية، فتكالبت عليها أنظمة غذّت الحرب الأهلية فيه، والتي كان هدفها الأساس القضاء على منظمة التحرير وفصائلها المسلحة التي اتخذت من لبنان منطلقًا لعملياتها العسكرية ضد الاحتلال الاسرائيلي.

 

بعد عقود من انطلاق الرصاصة الاولى، وما تبعها من مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية عبر ضرب المقاومة وسحقها، وما تلى ذلك من إضعاف للعرب، تأتي "صفقة القرن" لتعيد التذكير بأن المقاومة المتجردة من اي استغلال سياسي او تبعية هي الكفيل بإعادة التوازن المفقود، ولاستعادة الحق على قاعدة الشعار الذي اطلقه جمال عبد الناصر "ما أخذ بالقوة لا يستعاد بغير القوة".

 

الجميع حاصر ياسر عرفات قبل ان تحاصره اسرائيل في "المقاطعة" برام الله بالضفة الغربية ويقضي اغتيالا بالسمّ. اليوم ما زال الشعب الفلسطيني صاحب الحق قادرا على إعادة إحياء حلمه الذي ايقن عرفات انه لا يتحقق سوى بالبندقية، شرط ان تكون هذه البندقية مستقلة وغير تابعة، فبغيرها ستبقى فلسطين محتلة، وستبقى الانظمة تتاجر بها وبقدسها.

يوما بعد يوم، تثبت الاحداث ان الكفاح المسلح كما اراده "أبو عمار" وحده القادر على فرض شروط التسوية، وإعادة فرض واقع جديد، وحل عادل يعيد الحق لأصحابه. ما عدا ذلك سراب، وضياع للحق، وبقاء لأنظمة تقتات من اللحم الفلسطيني على حساب الوحدة الوطنية.

 

الآراء الواردة في هذه الصفحة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جريدة الأنباء التي لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه