Advertise here

آخر أيام عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي

31 كانون الثاني 2020 11:43:18

بعد أكثر من ثلاث سنوات من الانقسامات والتقلبات تصبح بريطانيا مساء اليوم الجمعة أول دولة تغادر الاتحاد الاوروبي، لتنهي بذلك علاقة صاخبة استمرت 47 عاما.

فبعد إرجاء "بريكست" ثلاث مرات، يرتقب أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي عند الساعة 23,00 بتوقيت لندن وتوقيت غرينيتش بعد ثلاث سنوات ونصف السنة على تصويت 52% من البريطانيين لصالح الخروج في استفتاء عام 2016.

لكن هذه النهاية ليست سوى بداية فصل ثان من مسلسل "بريكست" الطويل، وهو المفاوضات المعقدة حول العلاقات التي ستربط لندن وبروكسل بعد المرحلة الانتقالية التي تنتهي في 31 ديسمبر المقبل.

كما ستدخل بريطانيا في مفاوضات موازية مع الولايات المتحدة حليفها التاريخي، بعدما أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حماسة لهذا الانفصال معتبرا أنه يفتح آفاقا اقتصادية جديدة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مقتطفات من الخطاب الذي سيلقيه للأمة قبل ساعة من خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي، وزعها مكتبه، "إنها ليست نهاية، بل بداية. حان الوقت لتجديد حقيقي ولتغيير وطني".

ويتطلع جونسون الذي اكتسح انتخابات ديسمبر على أساس وعد بإنجاز "بريكست"، إلى "توحيد" البلاد من أجل التمكن من المضي قدما.

لكن المهمة تبدو صعبة، فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "يوغوف" أن 30% فقط من مناصري البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي قبلوا الانفصال.

"للناس العاديين لا شيء سيتغير"

الجمعة يوم تاريخي لكنه لن يؤدي مباشرة الى تغييرات كبرى ملموسة باستثناء العودة الى جواز السفر الأزرق وليس جواز السفر الأوروبي خمري اللون وإغلاق وزارة "بريكست" التي لم يعد لها داع.

ولكي يمر الانفصال بهدوء ستواصل بريطانيا تطبيق القواعد الأوروبية خلال الفترة الانتقالية.

وقال جيل راتر من مركز أبحاث "معهد الحوكمة" إن "بريطانيا تغادر كل المؤسسات السياسية الأوروبية" مضيفا "لكن بالنسبة للناس العاديين والشركات، لا شيء سيتغير".

لكن هذا لا يمنع أشد أنصار الخروج من الاتحاد وفي مقدمهم نايجل فاراج الشخصية الأساسية في "بريكست"، من الاحتفال بتحقق حلمهم أخيرا. ويعتزمون تنظيم حفل أمام البرلمان.

في المقابل، يعتزم النائب الأوروبي السابق الليبرالي الديمقراطي انطوني هوك رفع لافتة في دوفر بطول 150 مترا تعبر عن محبته لأوروبا وكتب عليها "نحن نحب دائما الاتحاد الاوروبي".

وفي اسكتلندا المؤيدة لأوروبا، وحيث أثار موضوع "بريكست" النزعات القديمة للاستقلال عن المملكة المتحدة، سيبقى العلم الأوروبي يرفرف فوق البرلمان.

من جهته، أعلن كبير المفاوضين الأوروبيين حول "بريكست" ميشال بارنييه الذي بات مكلفا بالمباحثات حول العلاقة المستقبلية مع لندن "أشعر بالأسف لأن تكون اختارت بريطانيا الانعزال بدل التضامن. إنه بالطبع يوم حزين ودراماتيكي. يساهم ذلك في إضعاف الجانبين".