Advertise here

"صفعة" ترامب تهدّد فلسطين... والأمل اليتيم بمواجهة فلسطينية موحّدة

29 كانون الثاني 2020 09:00:00 - آخر تحديث: 29 كانون الثاني 2020 10:28:12

خطف الإعلان الأميركي عن "صفقة القرن" الأضواء من كل المشاكل والأزمات التي يختنق بها العالم، كما لبنان؛ وانشغلت مراكز القرار الإقليمية بالتعليق على الخطة الأميركية؛ فيما خفتَ في الداخل اللبناني حديث الأزمة المستعصية؛ وعلا صوت موحّد يدين الصفقة بوصفها محاولة يائسة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتخفيف من هول الاتهامات التي تواجههما، الأول لتجنّب محاولة عزله عشية وصول ولايته الرئاسية الى نهايتها وتصميمه على إعادة انتخابه لولاية ثانية، والثاني لتجنّب تهم الفساد التي تلاحقه منذ سنوات وبدأت بسحب البساط من تحته مع اقتراب موعد الانتخابات لديه المرة الثالثة في أقل من سنة.

المقدح: برنامج للمواجهة المرتقبة 
وفي ظل موجة احتجاجات على الصفقة المرفوضة كلياً من قِبل الرأي العام العربي والشعب الفلسطيني في الخارج والداخل، اعتبر نائب قائد قوات الأمن الفلسطيني في لبنان منير المقدح، في حديث لـ"الأنباء"، أن، "أهم ردٍ على صفقة القرن تجلّى بوحدة الموقف الفلسطيني بانتظار الاتفاق على برنامج المواجهة المرتقبة"، واصفاً الموقف الذي أعلنه الرئيس محمود عباس بـ"الشجاع والممتاز"، والذي يؤكد، "تحدّيه للإدارة الأميركية والأمم المتحدة، وقرارات الشرعية الدولية"، لافتاً إلى، "أوراق عديدة يمكن اعتمادها بمواجهة المرحلة المقبلة"، متوقفاً عند اندلاع المواجهات بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي منذ الليلة الماضية.

ورأى المقدح أن هذه الصفقة، "هي رسالة انتخابية تهم ترامب ونتنياهو على السواء، حيث يسعى الأخير إلى مخاطبة العقل اليهودي ما يشير إلى الإحراج الكبير الذي يعيشه هذه الايام، وكذلك بالنسبة لترامب".

واعتبر المقدح أن اتصال رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس"، اسماعيل هنية، بمحمود عباس هو "البداية الايجابية"، داعياً كل الفصائل الفلسطينية إلى "العمل يداً واحدة لمواجهة هذا العدوان الجديد"، مشيراً إلى أن، "التحركات الفلسطينية بدأت في الداخل والخارج، وقدرنا أن نواجه ونصمد، كما صمدنا إبان وعد بلفور، وبعد اتفاق أوسلو"، مؤكداً أن، "الشعبين اللبناني والفلسطيني يرفضان التوطين، وهما معنيّان بالتنسيق وتكثيف الجهود لمواجهة المرحلة المقبلة".

سفارة فلسطين: الصفقة لن تمر 
بدورها ذكّرت مصادر السفارة الفلسطينية في بيروت عبر "الأنباء" بما قاله الرئيس عباس بأن، "صفقة القرن قصيدة أولها كفر. وما قالوه يخدم مصالح اسرائيل، ونحن رفضناها منذ البداية. فالقدس ليست للبيع، وحقوق الشعب الفلسطيني ليست للبيع أيضاً، وهذه الصفقة المؤامرة لن تنجح، ولن تمر، وسيذهب بها الشعب الفلسطيني إلى مزابل التاريخ، والنصر هو حليف شعبنا البطل الذي قدّم كل التضحيات من أجل القدس وفلسطين". 

جنبلاط: بداية فوضى كبيرة 
وفيما أعاد مشهد البيت الأبيض إلى الذاكرة وعود مطلع القرن الماضي في المحافل الدولية بإقامة وطنٍ قومي لليهود على حساب الشعب الفلسطيني، جاء موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، أكثر عمقاً من بيانات الاستنكار النمطية، حيث غرّد عبر "تويتر" قائلاً: "إن صفقة القرن هي العودة بعد مئة عام ونيف إلى كلام هرتزل، مؤسس الفكر الصهيوني، بأن فلسطين "أرضٌ بلا شعب، وبأن اليهود شعبٌ بلا أرض"، وفق مؤسّس دولة اسرائيل بن غوريون. صفقة القرن نهاية حلّ الدولتين، وبداية لمشروع التهجير Transfer، وصولاً إلى الوطن البديل الذي يستوجب تحقيقه فوضى كبيرة".

حزب الله: تنسيق مع الفصائل 
لبنانياً أيضاً، اعتبرت مصادر حزب الله في اتصالٍ مع "الأنباء" أن، "صفقة ترامب ما كانت لتحصل لولا تواطؤ وخيانة عددٍ من الأنظمة الشريكة بالمؤامرة، وفي الإطاحة بحق العودة وتصفية القضية الفلسطينية". وأكّدت في المقابل أن "كل المؤامرات، والصفقات، والخيانات، لا يمكنها أن تشطب حق الفلسطينيين بأرضهم ومعتقداتهم. وكل الخيارات التفاوضية لا تعيد أرضاً، ولا تحرّر معتقلاً"، مشيرةً إلى أن، "حزب الله الذي أشاد بصمود الشعب الفلسطيني بكل قياداته وفصائله برفضهم هذه الصفقة، هو على تنسيق دائم مع الفصائل الفلسطينية في الداخل والخارج لبلورة موقف موحّد من الصفقة وتداعياتها".

 تحركات 
بالتزامن علمت "الأنباء" أن تحركات رافضة وحاشدة ستشهدها المخيمات الفلسطينية في لبنان اليوم، حيث سيتم التشديد على مبدأ حق العودة المقدّس، ورفض صفقة ترامب - نتنياهو، وبالتالي رفض التوطين بكل أشكاله، والذي عاد البعض ليستخدمه خدمةً لمصالح ومخططات خبيثة. 

وإذا كان لـ"صفقة القرن'' تداعيات حتمية على كل المنطقة ودولها، وطبعاً على لبنان بوصفه جزءاً من هذا النسيج العربي والإقليمي الذي سيتأثر حكماً بالتحولات الكبرى المقبلة؛ فإن السؤال والرهان في آن على موقف، ومواجهة فلسطينية فاعلة موحّدة شرسة تجلب الجميع، طوعاً أو مكرهين، إلى حشد الدعم للقضية الفلسطينية بوجه خطة ترامب للقضاء عليها.

الفلسطينيون أمام خيار وحيد أوحد: تكرار ملاحم الصمود حتى إفشال المؤامرة الجديدة.