Advertise here

"صفقة القرن" لتصفية قضية فلسطين.. ولبنان لن يسلم

28 كانون الثاني 2020 15:01:37

المنطقة كما نعرفها تغيّرت، بحدودها ودولها وهويتها السياسية والايديولوجية والثقافية والقومية، من العراق الى لبنان وفلسطين مروراً بسوريا، وأما صفقة القرن الممهورة بتوقيع الرئيس الرئيس الاميركي دونالد ترامب فما هي الا النتيجة لهذا الواقع الجديد والمدخل للمرحلة المقبلة على العالم العربي بكل تناقضاتها وأياديها الظاهرة والخفية، والمقدمة للمسعى المزمن في إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية.

وأمام التحوّلات الكبيرة التي تنتظر المنطقة، يبدو انه من الصعب الرهان على موقف عربي في وجه خطة ترامب، الأمر الذي تجلّى بشكل واضح بردة الفعل العربية والاسلامية بعد اعلان البيت الابيض القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي، حيث اقتصرت الردود على بيانات الاستنكار والادانة ولم يتم اتخاذ اي خطوات عملية او حتى موقف سياسي كبير لفرملة صفقة القرن ومسار تهويد القدس وقضم المزيد من الاراضي الفلسطينية في مشاريع الاستيطان المتزايدة.

الأمر نفسه سيتكرّر الآن على ان تحتفظ الانظمة العربية طبعا بحقها بالرد في المكان والزمان المناسبين، تماماً كما تعلن بعد كل عدوان تتعرض له الاراضي العربية.

وهناك يبرز الفارق الكبير بين السياسة الاسرائيلية وسياسة الدول العربية المتشتتة، وقد كان لافتًا موقف منافس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بيني غانتس، الذي تعهّد بالالتزام بصفقة القرن اذا ما وصل الى رئاسة الحكومة.

وفي ظل هذا الضياع العربي تبقى يبقى الرهان الوحيد على الشارع الفلسطيني، كما القوى والفصائل الفلسطينية، من خلال التعبير عن موقف موحّد يحمي المشروع الوطني الفلسطيني بعيدا عن الاسقاطات الاميركية – الاسرائيلية والتي تعطي الفلسطينيين بقايا دولة ونصف أرض وبعض المال لقاء التنازل عن الحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية الى الأبد.

انها نكبة جديدة تطلّ برأسها ووعد جديد أشبه بوعد بلفور، وامتداداً إلى الدول العربية مشروع "سايكس بيكو" جديد وإن اختلفت التسميات والمخططات. فليس الشعب الفلسطيني وحده من سيدفع ثمن صفقة القرن التي تحمل معها مشاريع خاصة لشعوب المنطقة ولبنان جزء منها على ما يبدو، في ظل ما بدأ يُحكى عن محاولات لفرض توطين الفلسطينيين في لبنان، الأمر الذي لا يختلف لبنانيان على رفضه والوقوف في وجهه انطلاق من الحرص على النموذج اللبناني أولاً وثانيًا حرصاً على حق العودة الذي لا يسقط بمرور الزمن.

ولكن السؤال الداهم الآن، إلى أي مدى سيتم استغلال الأوضاع المالية والنقدية التي يمر بها لبنان الذي أوشك على الانهيار لمحاولة فرض اجندات سياسية عليه لا يكون أحلاها التوطين، والضغط عليه في ملفات استخراج النفط وترسيم الحدود بين لبنان والاراضي المحتلة.