Advertise here

هدْمُ القيم هدَمَ القمم

19 كانون الثاني 2019 18:14:48

 في إطار اهتمامي بشؤون الحوار كمساحة عقلانيّة تفرض على جميع الأفرقاء تقديم العقل على الغرائز، لاحظت أن الاختلاف السياسي الموجود في كل دول العالم وأقاليمه موجود في لبنان لكنه يأخذ طابعا مُنحطّا، لأنه يقوم فقط على التخوين واتهام الآخر بالعمالة، بدلا من التنافس على التطوير وحسن الخدمة للمواطن، مما يُبقى الفاسدين من كل الأفرقاء محميين تحت غطاء الذود عن الطائفة والدين. طبيعة هذه اللعبة السياسية هي طبيعة عدائية ولا تقف عند حدود الخصومة. أحدث مثال على سوء هذه الإدارة هو ما لاحظناه كمواطنين من تخبّط في النهج السياسي على مسار القمة الإقتصادية فشعرنا وكأن المطلوب منها هو تبادل الرسائل فقط وقد حصل.. وذكاء لبنان كان يجب أن يكون في الاستفادة منها اقتصاديا لكنه وقع في ما يُشبه الحماقة حيث خسر على عدة أوجه:

 1- تكلّف ماديا لاستضافتها بما لا يتناسب مع مردودها.
 
2- كشف ما كان بعضه مستورا من فساد وهشاشة الإدارة السياسية في لبنان، وتأثير المراهقة والكيدية على مسارها. 

3- رسّخ بسلوكه تغيير طبيعته من ساحة لالتقاء العرب الى ساحة لتبادل الرسائل لا أكثر. 

ألا يستوجب منا وصولنا إلى هذا الدرك أن نتحرك إيجابيا دون هدم معنويات ما مضى؟ أقول هذا لعلمي أن كل جهة ختمت جرح الماضي عبر إقناع مجتمعها بمجموعة مكتسبات معنوية وغيرها، والآن يمكننا القول أن معظم الذين شاركوا في النزاعات الداخلية ولاحقا في وضع التسويات قد وصلوا الى آخر مشوارهم السياسي وبالتالي فإنها الفترة الذهبية للقوى العقلانية والفكرية في المجتمع لتشكّل ضغطا على الطاقم الجديد الذي بدأ يستلم الإدارة السياسية في لبنان، لمنعه من تكرار تجربة الماضي والمضيّ الفعلي في الإصلاح إنطلاقا من البيئة الخاصة الى الوطن بأكمله، وكذلك تطوير النظام باتجاه التحرر من الطائفية والمحاصصة بدلا من المطالبة بتغيير النظام كليا، أطالب بالتطوير وليس التغيير لأن ما من أحد يضمن طبيعة النظام الجديد المُفترض إن كانت ملائمة لطبيعة نسيجنا اللبناني.