Advertise here

تسليم وتسلم في التربية. شهيب: دعمت مطالب الاساتذة، المجذوب: لتعليم نوعي مرن للجميع

24 كانون الثاني 2020 18:19:00 - آخر تحديث: 24 كانون الثاني 2020 23:16:53

تمّ صباح اليوم التسليم والتسلّم في وزارة التربية بين الوزير السابق أكرم شهيب والوزير طارق مجذوب، في حضور المدير العام للتربية فادي يرق، والمدير العام للتعليم المهني والتقني هنادي بري، ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب، ورئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان، وعدد من المستشارين.

وألقى الوزبر شهيب كلمة توجه فيها إلى الوزير مجذوب فقال: "منذ عام تقريباً استلمت هذه الحقيبة الأساسية والحساسة، واليوم ستستلم مني في ظروفٍ قد تكون الأصعب في تاريخ البلد. تخبط سياسي، وتعثر مالي، وترنّح اقتصادي، وتوتر اجتماعي، وعنف شارعي".

أضاف: "حقيبة التربية مرتجى الأهل ومستقبل الوطن. والتربية لا طائفية ولا دينية، ومترفعة عن السياسة. ولأن التربية لا يجوز أن تكون مسيّسة، ولا محزّبة، ولا مطيّفة. لذا جاهدت، وبالتعاون مع المخلصين من فريق عمل الوزارة والفريق الذي ساندني، لإبقاء التربية بعيدة من السياسة".

وأشار شهيب إلى إنجازاته في الوزراة، فقال:

- تعيين المديرين: مدير جيد مدرسة جيدة، وبعيداً عن المراجعات والتدخلات على أنواعها. الأول يُعيّن، بحيث اعتمدنا الكفاءة دون أي اعتبارات حزبية أو طائفية.

- الامتحانات الرسمية: هي كرامة التربية ومقياس النجاح الحقيقي للمناهج وللشهادة، ولذلك كانت الكاميرات.

وفي الامتحانات الرسمية حقّقنا وفراً في مستحقات الامتحانات بحوالي 40 % من دون المس بمستحقات المصحّحين والمراقبين، وهذا التخفيض شمل الموظفين الإداريين دون المس بمستحقات المصحّحين والمراقبين. وكذلك في التعليم المهني حيث تم توفير أكثر من مليار ليرة عن العام السابق.

- الرقم الموحّد: هوية تربوية لكل طالب ترافقه في كل مراحل التعليم خطوة رائدة عصرية، هوية تربوية لكل طالب ترافقه في كل مراحل التعليم.

- المناقلات: تمت قبل بداية العام الدراسي، أي من الفائض إلى الحاجة، بعيداً عن التدخل السياسي، وعلى قاعدة تسهيل انتظام العام الدراسي.

- دمج المدارس: خطوة أولى على طريق تجميع المدارس، وقد جرى دمج المدارس المتعثّرة بالمدارس الأقرب والأكبر.

- حقوق المتعاقدين، ومرسوم تثبيت 2173 أستاذاً في التعليم الثانوي. وناضلنا في مجلس الوزراء من أجل إعطاء المتعاقدين حقهم في الضمان الإجتماعي، وبدل النقل كحقٍ مكتسبٍ لهم، وهذا أمرٌ يصب في مصلحة تعزيز التعليم الرسمي... وسنبقى إلى جانبهم وإلى جانب التعليم الرسمي حيثما كنا.

- ترميم المدارس: مشروع ترميم وإضافة الـ 199 مدرسة وثانوية رسمية موزعين على كل المحافظات، وضمن معايير عالية الجودة، مستفيدين من اليونيسف والبنك الدولي والجهات المانحة.

-·المناهج: في خطوة متقدمة، وبعد 23 سنة من الجمود، تمّ إطلاق ورشة تحديث المناهج في 2020/1/9.

-·المدارس الخاصة: إقفال كافة المدارس الخاصة غير المستوفية الشروط، وإعطاء مهلة للمدارس التي حازت سابقاً على موافقات استثنائية لتسوية أوضاعها وفق الأصول المرعية، على أن تقفل في نهاية العام الدراسي جميع المدارس المخالفة للقوانين، مع التشديد على أنني لم أعطِ موافقات استثنائية.

- لجنة طوارئ: نظراً للظروف الاستثنائية، وحفاظاً على التعليم الخاص، أنشأنا لجنة طوارئ ضمت الأطراف الثلاثة المعنية: رابطة المعلمين، واتحاد المدارس الخاصة، واتحاد لجان الأهل بالإضافة إلى الوزارة لمواجهة الأزمة الحالية.

- الاهتمام بالمدارس الدامجة وتأمين حاجات الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.

- تحضير 600 مدرسة لسياسة حماية التلميذ، وتجهيز إحدى الثانويات لاستقبال التلاميذ الصم، ورفع مساهمة الدولة في تغطية مصاريف اللجان الطبية لتحديد الحالات.

- تعليم الأحداث: إطلاق خطة سريعة لتعليم الأحداث في السجون. والبداية أول الأسبوع القادم من أجل إعادة التأهيل.

- المنح الدراسية: توسيع قاعدة المستفيدين من المنح الدراسية إلى الخارج، والأوائل هم المستفيدون بعيداً عن أي انتقاء من الوزير، وهذا ما تم.

- اليونيسف: بالتعاون مع اليونيسف، تم توزيع الأموال على المدارس التي تستقبل طلاب النازحين السوريين.

انتقلنا من مرحلة الاستجابة للأزمة إلى خطة مستدامة لتطوير التعليم بلبنان. وبناءً على طلبنا، وبما يعزّز الشفافية والوضوح في الإنفاق، وافقت اليونيسف بناءً على طلبنا بأن تقدم مساهمة كاملة وفق الحاجة المقدرة والموزعة على البنود المحددة. يبقى العمل على تنظيم Non Formal Education (التعليم غير الرسمي) لأكثر من 60 ألف تلميذ من خلال الجمعيات، وما أدراك ما الجمعيات.

- الوفر المالي: وفرنا حوالي ما بين 7 - 9 مليون دولار بالعقود القديمة التي تجددت وفقاً لمعايير جديدة بعد استشارة إدارة المناقصات، حيث حضّرنا دفتر شروط نموذجيٍ جديدٍ ساهم بتعزيز الشفافية والتوفير، ومثالاً على ذلك عقود صيانة وحدة المعلوماتية.

- التعليم المهني والتقني: عدّلنا المناهج لتصبح أكثر مواكبةً للتطور المهني والتقني في العالم.
وتوسيع قاعدة التعليم المهني وإدخال اختصاصات جديدة. أمّا الأهم فإطلاق ورشة تطوير المناهج، وكما قلت بعد 23 سنة.

- التعليم العالي: عُيّن الأستاذ فادي يرق مديراً عاماً، وفوراً أعدنا الحياة للجنة المعادلات، وللّجنة الفنية، ولجنة الطوارئ واللجنة الفنية لدراسة كافة الملفات التي كانت مجمدة.
وفي مجلس التعليم العالي ناقشنا الرؤية، واستعادة دور الوزارة بالرقابة على الجامعات الخاصة.
اتخذت قرارات جريئة. إقفال فروع واختصاصات غير مرخصة، ووضعت الوصاية على بعضها والحبل على الجرار.

الجامعة اللبنانية: التجاذبات السياسية والمذهبية عطلت مع الأسف مجلس الجامعة وتعيين العمداء وملف التفرّغ. وقفتُ مع مطالب الأساتذة ، ودعمتُ الرابطة في مجلس الوزراء ومجلس النواب، وسنستمر بالدعم في أي موقعٍ كنّا، فموقفنا التاريخي معروف إلى جانب الجامعة اللبنانية دائماً.

وختم شهيّب: "كرة النار نضعها في أيدٍ أمينة، نتمنى عليك وعلى الوزارة أن لا تبخلوا على التربية. فالاستثمار في التربية هو الأساس. الاتصالات والأشغال والكهرباء مهمة، لكن الأهم أولادنا الذين هم من مسؤولية وزارة التربية".

مجذوب
من جهته، قال الوزير مجذوب: "التقدير والشكر الكبيران لمعالي الوزير أكرم شهيب، ولأهل وزارة التربية والتعليم العالي. هذه الوزارة التي أعتبرها نقيض اليأس أو القنوط، كونها وزارة نيف ومليون رجاء، او نيف ومليون لبناني".

أضاف: "لا بد للوزارة، بعديدها، من أن تُشعر الأساتذة والتلامذة والطلاب، بانهم مهيأون لمواجهة الحياة بسلاح المعرفة. أعني مخابز الكرامة التي أطعمنا منها آباؤنا وأمهاتنا في هذه الارض الطيبة، في هذه البيئة العنفوانية، في مقلع الكرامة والرجولة، لبنان. إن التربية هي الأساس في بناء الأجيال والمستقبل، وهو الشعار الذي كان يردّده والدي المرحوم محمد المجذوب أستاذاً، وعميداً، ورئيساً للجامعة اللبنانية. وإنني لا أرى التربية سوى صون كرامة الأساتذة والتلامذة والطلاب، وأهل الوزارة بما يصب في حقول كرامة لبنان ومنعته".

وتابع: "سيكون ديدني الآتي: الوزارة لكل ألوان الطيف، بلا ترتيب، ورضا الناس هو الغاية.
سيكون شعاري وهمّي: تعليم نوعي مرن للجميع، وسأجعله شعاراً للوزارة في هذه المرحلة الصعبة لحالة لبنان. فالهم المعيشي يتعاظم، والمآسي الحياتية تزداد (ومن بينها أزمة الأقساط). إلّا ان هذا الشعار سيتحول في مرحلة لاحقة إلى "تعليمٍ نوعيٍ متعافٍ للجميع".

وأعلن مجذوب: "إن المناهج التعليمية (المنظمة بنصوصٍ قانونية) في مسايرتها للظاهرات الاقتصادية والمالية المتغيّرة، وهي ليست سهلة الانقياد. إنها تتمرد وتقاوم، ومقاومتها تكون تارةً مفيدة وطوراً ضارة".

وقال: "هذه بعض الأفكار التي توخيت لفت النظر إليها، آملاً أن تساعد على إبراز المعالم الكبرى لنشاط الوزارة في المديين القصير والمتوسط".

وختم بالقول: "إنني أسأل أهل الرأي (من المدارس، والمعاهد، والجامعات، والنقابات والروابط، والاتحادات الطالبية، ولجان الأهل، والأساتذة ووسائل الإعلام والإعلاميين، وغيرهم) ألّا يضنّوا عليّ بملاحظاتهم، أو تصويباتهم حتى نرتفع جميعاً بعمل الوزارة إلى مدار رضا الناس، فالمرء قليلٌ بنفسه كثيرٌ بأخيه. باستطاعتنا تغيير العالم، ولكن علينا في البداية تغيير أنفسنا".