فرضت طبقات الجليد السميكة إيقاعها على طرقات قرى راشيا والبقاع الغربي، فشلّت الحركة خلال ساعات الصباح في المناطق الجبلية، على الرغم من كميات الملح الكبيرة التي وزعتها فرق جرف الثلوج التابعة لوزارة الاشغال العامة في مراكز ينطا وعيحا وعين عطا، وتلك التي قامت فرق اتحادي بلديات قلعة الاستقلال، وجبل الشيخ وبلدية راشيا وكفرقوق وينطا وغيرها برشها على الطرق الرئيسة والفرعية والداخلية خلال ساعات متأخرة من ليل أمس، بحسب ما لفت رئيسا الاتحادين فوزي سالم وصالح أبو منصور. وأكد سالم أن الجليد فرض حصاراً قسرياً على الطرقات الجبلية وفي معظم القرى. وعملت شرطة الاتحاد بالتعاون مع رؤساء البلديات والمجالس البلدية وشرطتها على متابعة الطرق ورش الملح وجرف الجليد ومساعدة الأهالي، خصوصاً السيارات التي انحرفت نتيجة الجليد. لافتاً إلى أن العاصفة تركت خلفها أضراراً في الممتلكات .وأحدثت انهيارات في جدران الدعم في البيرة والرفيد وبعض القرى، وسنعمل على متابعتها مع الجهات المختصة ومع الهيئة العليا للإغاثة.
أما أبو منصور، فأكد أن العمل جار على تخفيف حدة الجليد وستقوم شرطة الاتحاد وفرق المتطوعين على رش الملح قبل الرابعة فجراً بهدف الحصول على نتيجة أفضل في خطوة جديدة لمواجهة تكوّن الجليد صباحاً، وبالتالي تسهيل حركة السير في وقت مبكر، خصوصاً أن تجربة رش الملح مساء لم تعط النتيجة المرجوة، مؤكداً متابعته هذا الاختبار مباشرة. في وقت أكد فيه أن أعمال جرف الثلوج لا تزال مستمرة في الأحياء الضيقة والبعيدة من الطرقات الأساسية بالتعاون مع رؤساء بلديات الاتحاد والسلطات المعنية، وقال إن التنسيق مع النائب وائل أبو فاعور قائم منذ بداية العاصفة الأولى والثانية وبشكل يومي بهدف خدمة أهالي المنطقة ومساعدتهم في التخفيف من الأضرار والتبعات الثقيلة وتخفيف تداعيات العاصفة.
من جهته أكد منسق عام تيار المستقبل في البقاع الغربي وراشيا محمد حمود أن النائب محمد القرعاوي تابع مع رؤساء بعض البلديات التي وصلتها الثلوج واجتاحها الجليد أوضاع قراهم، فتم فتح الطرق والحد من قساوة الجليد في القرى الجبلية، إضافة إلى متابعة الوضع المزري لمخيمات النازحين في البقاعين الغربي والأوسط، فضلاً عن الفيضانات والسيول التي اجتاحت السهول الزراعية، خصوصاً على جانبي الليطاني، لافتاً إلى أن تحسن أحوال الطقس ستفسح في المجال أمام تقدير الأضرار الزراعية بهدف إجراء مسح شامل من أجل التعويض على المتضررين عبر الهيئة العليا للإغاثة، ووفقاً لتوجيهات رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.
سماكة الجليد التي احتلت مساحات واسعة من الطرق الجبلية لا سيما تلك التي لم تصلها الشمس باكراً، عملت الآليات المجهزة بسلاسل معدنية على تكسيرها إضافة إلى الجرافات الصغيرة، إفساحاً في المجال أمام حركة المواطنين، في وقت فرض الجليد إيقاعه على الثانويات والمدارس التي شهدت غياباً بارزاً للتلامذة وبعض المعلمين، وتأخراً في دوام بعضها الآخر في معظم قرى راشيا، بينما عادت الحركة إلى طبيعتها بعد الحادية عشرة صباحاً.
ولا تزال مخيمات النازحين ترزح تحت وطأة الصقيع والمستنقعات التي حولت بعضها إلى برك عائمة، حيث تعمل مفوضية شؤون اللاجئين عبر فرقها على تذليل بعض العقبات وإغاثة المئات منهم وسط تقديرات تشير إلى وقوع أضرار جسيمة في الخيم وفي مقتنيات النازحين، بحسب ما أكده منسق خطة لبنان للاستجابة للأزمةالسورية في وزارة الشؤون الاجتماعية في البقاع حسين سالم.
