Advertise here

قطبة مخفية بين بغداد بيروت.. وجنبلاط يتحرك بثبات

21 كانون الثاني 2020 12:14:09

نام اللبنانيون على خبر الإتفاق حول تشكيل الحكومة بين مكونات قوى الثامن من آذار، ليستفيقوا على تبدّل في المعطيات فرض تأخير ولادة الحكومات، بسبب استمرار الخلافات ذاتها التي كان من المفترض أنها قد حلّت بعد إجتماع الغداء الذي ضم إلى الرئيس المكلف حسان دياب، المعاونين السياسيين لرئيس مجلس النواب، والأمين العام لحزب الله، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية. 

في اللقاء، جرى الإتفاق على ضرورة رفع عدد الوزراء إلى 20، فيتم إضافة وزير درزي وآخر كاثوليكي، لحلّ معضلة المردة والحزب السوري القومي الإجتماعي.

أبدى الرئيس المكلف إيجابية في الموافقة على هذا الطرح، إلا أن ساعات الليل، حملت بعض المتغيرات في المواقف، فتراجع الحزب السوري القومي الإجماعي عن قبوله بوزير درزي، يمثله وتمسك بوزير مسيحي يتمثل بأمل حداد، فيما فرنجية طالب بوزارة وازنة إلى جانب وزارة الأشغال، الأمر الذي رفضه الوزير جبران باسيل، عندما ارتفعت الشروط مجدداً رفع النائب طلال ارسلان من شروطه ايضاً طالباً الحصول على الوزيرين الدرزيين. فعادت دوامة الخلافة لتدور حول نفسها.

عملياً، لا يمكن للخليلين أن يتحركا باتجاه دياب في هذا اللقاء العلني الذي جمع فرنجية أيضاً، بدون صدور قرار حاسم يتغلّب على كل التفاصيل، ويؤدي إلى تشكيل الحكومة، وبالتالي لا يمكن الركون إلى معادلة الخلافات التفصيلية في تعطيلها لقرار كبير عنوانه تشكيل حكومة. 

ثمة متغيرات غير مرئية قد ظهرت هي التي غيّرت النتيجة، وأخرت ولادة الحكومة بانتظار تطور جديد.

عندما دخل حزب الله بقوة على خطّ تشكيل الحكومة، كانت محاولات الإتفاق على شخصية لتشكيل الحكومة في العراق قد حققت تقدماً، فمنذ مساء الأحد تم حصر المرشحين لرئاسة الحكومة في بغداد بثلاثة أسماء، صباح الإثنين جرى الإتفاق بين حلفاء طهران على تكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة، وهذا ما دفع إلى الإيجابية لبنانياً. ولكن مع ساعات المساء، حصل تدخل أميركي ضاغط على القوى العراقية برفض تكليف علاوي، فحصلت خلافات على الشروط بين القوى التي أرادت تكليفه، ما أدى إلى العرقلة، بالإضافة إلى إندفاعة زاخمة وجديدة للإنتفاضة العراقية ليلاً رفضاً للعلاوي. في مقابل هذا الضغط، سقطت صواريخ في المنطقة الخضراء بمحيط السفارة الأميركية، ففهمت الرسائل والرسائل المضادة. فأعيد إحياء لعبة الشروط في لبنان، على قاعدة توزيع الأدوار بانتظار باب ضوء من مكان ما يسمح بتشكيل الحكومة. وهذا كله تحت عنوان تاريخي يتجدد حالياً "عراق مزدهر لبنان مستقر". للدلالة على مدى الترابط بين الملفين اللبناني والعراقي.
 

على خطّ مواز كان وليد جنبلاط، يفعّل من حركته السياسية التي أطلقها الأسبوع الفائت من عين التينة بلقائه الرئيس نبيه بري، فزار بيت الوسط للقاء الرئيس سعد الحريري، وذلك للبحث عن مخرج من الأزمة الآخذة بالتعمق، يتحرك جنبلاط وفق عنوانين ثابتة، حماية الإستقرار، معالجة الوضع الإقتصادي، وتلبية مطالب المتظاهرين اللبنانيين الواجب عليهم الحفاظ على سلمية تحركاتهم كي لا يدخل عليها من يسعى إلى تخريبها ويستغل الثغرات للإنقضاض عليها.