Advertise here

ترهّل مفضوح داخل 8 أذار... والمطلوب اشارة خارجية

20 كانون الثاني 2020 08:00:00 - آخر تحديث: 20 كانون الثاني 2020 11:27:24

طغت الحسابات الشخصية والمصلحية، على الحسابات العامة. دخل أركان التحالف الواحد في صراع الحصص ومواقع النفوذ. وإذ بهم يضيعون وقتهم ووقت اللبنانيين ومستقبلهم، إلى أن يتوصلوا إلى صيغة ملائمة لتشكيل الحكومة. لا يخجل هؤلاء من أن يكون السبب وراء تأخير تشكيل حكومتهم، هو الصراع على المغانم الوزارية، ولم يكتفوا بـ 18 وزير إنما يطمحون إلى توسيع هذه الحكومة، لتكبير الحصص، بينما اللبنانيون غارقون في همومهم اليومية بلا معين أو سند.

 

الترهل الذي تعيشه قوى الثامن من آذار، والذي يأخذ أكثر من إنعكاس ومشهد، هو عبارة عن صراع متعدد الأوجه، فيه الحسابات الرئاسية والتي تتعلق بحسابات جبران باسيل الذي يريد تكريس نفسه مرشحاً اوحداً لرئاسة الجمهورية مستنداً على كتلته النيابية والإستحواذ على الحصة المسيحية الكاملة في الحكومة أو الأكبر بالحد الأدنى، من دون تخليه عن الثلث المعطل. وهو يسعى لمواجهة سليمان فرنجية وتهميشه أو تطويقه، كما سعى من قبل إلى محاربة القوات اللبنانية، واستبعاد كل الوزراء الموارنة المستقلين والذين طرحت أسماؤهم من قبل إلى رئاسة الجمهورية، كدميانوس قطار وزياد بارود.

 

الوجه الآخر للصراع على الحكومة، هو معركة يقودها النائب جميل السيد، والذي يبرز دوره بقوة في عملية التشكيل، حسابات السيد وطموحاته معروفة، وهو يفتح دفتر تصفية الحساب مع كل خصومه السياسيين منذ حقبة 14 آذار، من دون أن ينسى حساباته على الساحة الشيعية، ومحاولات إزعاجه لرئيس مجلس النواب نبيه بري، ولا يمكن إغفال الطموحات المستقبلية لدى السيد، والذي أيضاً يحرص على التدخل بقوة في تشكيل حكومة دياب والمسارعة بإنجازها، كردّ موضعي غير مباشر على مساعي اللواء عباس ابراهيم عندما كان يعمل على تعبيد الطريق أمام ترشيح سمير الخطيب لتشكيل هذه الحكومة.

 

ولا يمكن إغفال الضعف السنّي الذي يصيب هذه الحكومة قيد التشكل، بحيث ستكون فاقدة لأي ميثاقية، ناهيك عن أنها حكومة تقاسم نفوذ سياسي بين مكونات قوى 8 آذار، ما يعني أنها لن تحظى برضى الشعب اللبناني ولا برضى المجتمع الدولي. والأهم أنه يتم تشكيل هكذا حكومة مؤلفة من لون واحد، في أحلك الظروف والأزمات السياسية والإقتصادية التي يمرّ بها لبنان، والتي لا تنفصل عن المواجهة الإقليمية المفتوحة، ما يعني أن التجاذب سيستمر والأزمة ستتعمق.

 

وكما هو الحال بالنسبة إلى الخلافات داخل الفريق الواحد، فإن ذلك لا ينفصل عن الصداع الذي يصيب محور الممانعة برمّته، في ضوء التطورات الحاصلة والضغوط المستمرة على إيران والنظام السوري، إذ يبحث كل طرف عن إعادة تعويم نفسه دولياً والحفاظ على مواقعه ومكاسبه، وهذا حتماً ينعكس على الأزمة اللبنانية وعملية تشكيل الحكومة.

 

كل اللقاءات التي حصلت يوم الأحد بهدف الإسراع في إنجاز التشكيلة لم تصل إلى نتيجة، بسبب تعنّت الأفرقاء كل على موقفه، بينما ستستمر الإتصالات الى حين الوصول إلى تفاهم معين، ولكن بحسب ما تؤكد مصادر متابعة، فإن تأخير تشكيل الحكومة لا يرتبط فقط بكل هذه الحسابات الشخصية، إنما من يعمل على تشكيلها، ينتظر إشارة خارجية تسمح بذلك، وقبلها لن يخوض هذه المغامرة غير المحسوبة النتائج.