Advertise here

وجوهٌ وأقنعة صورةٌ وكتابة

19 كانون الثاني 2020 05:48:00 - آخر تحديث: 20 تموز 2020 16:38:01

أصبح الرياء والخداع يشكّلان صورة المشهد السياسي المعتاد للتيار وحلفائه، حتى باتت الوجوه تخفي معالمها الحقيقية خلف الأقنعة المزيّفة فتظهر في كل مرة بحلةٍ جديدة، وبأسماء مختلفة. لكن المضمون واحد. والمشروع واحد. والهدف واحد، وهو القضاء على ما تبقى من شبه دولةٍ في ظل هذا العهد البائد.

وكأنما الانهيار الاقتصادي الذي أوصلونا إليه لا يكفي. وكأنما العزلة العربية والدولية التي قادونا إليها لا تكفي. وتجويع الناس ودفعِهم إلى الانتحار لا يكفي، فإذا بهم يلتفّون على مطالب الشعب اللبناني وإرادته بالتغيير. فبدلاً من تكليف رئيسٍ مستقلٍ للحكومة، وتشكيل حكومةٍ من المختصّين المستقلين تكون مهمتها التخفيف من تردّدات الانهيار الاقتصادي وتأثيره على المواطنين، والدعوة إلى انتخابات مُبكرةٍ بعد تعديل قانون الانتخابات الحالي، ليتمكّن الشعب من اختيار مُمَثليه في الندوة البرلمانية، فإذا بهم يعِدون الشعب اللبناني بتشكيلةٍ من الوجوه المقنّعة، ظاهرهم مختصّون مستقلون، وباطنهم سياسيون مخضرمون من نتاج العهد الباسيلي وحلفائه.

فجاءت الصورة [النقش] والكتابة في تشكيل الحكومة وجهان لعملةٍ واحدة، وبات الأمل بالإصلاح والتغيير الحقيقي عملةً مفقودة، مثلها مثل الوطن المخطوف والمرتهَن للمصالح وللأجندات الإقليمية، المعروفة بدول الممانعة.

إن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، أدرك منذ اللحظة الأولى لبداية هذا العهد، أن التسويات التي أنتجته لا يمكن أن تبني وطناً، ولا تُنبئ بالازدهار والتقدم، لأن التسويات هدفها تحقيق المصالح والمحاصصات والصفقات، وتخرج عن عقلية رجال الدولة الذين يسعون لبناء دولة المؤسّسات التي لا تقبل الشخصنة، وتابعية المتبوع.

ولطالما حذّر رئيس الحزب من أن النهج السياسي والإداري السائد والمقرّر من قِبل صهر العهد، والرعونة التى تُدار بها مؤسّسات الدولة، سوف يؤديان حتماً إلى النتيجة المرعبة التي وصلنا إليها. والآتي أعظم في ظل التناتش الحاصل في تقسيم الحصص الوزارية بين الفريق السياسي الواحد.

فيا ساسة التيار وحلفائه، إن الأقنعة الزائفة لن تُخفي وجوهكم الشاحبة التي تنبئ بالخراب الآتي. وبين الصورة والكتابة تبقى العملة واحدة، وعملتكم مرتهنة لا تساوي قيمة صكّها.

الآراء الواردة في هذه الصفحة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جريدة الأنباء التي لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه.