Advertise here

عراقيل "اللون واحد" تخفف اندفاعة التأليف... المعركة على الرئاسة لا الوزارة

17 كانون الثاني 2020 05:28:00 - آخر تحديث: 17 كانون الثاني 2020 10:35:40

إنها لعبة الشارع والرسائل الممهورة بالشغب الذي تشهده بيروت منذ أيام، في حين تتغير بورصة السياسة اللبنانية هبوطًا وصعودًا على خط تأليف الحكومة. ورغم الانتكاسة المسائية التي أعقبت التفاؤل الذي عكسه لقاء الساعتين والنصف في عين التينة بين الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف حسان دياب؛ فإن الأمور لا تزال في التوجه نفسه الرامي إلى انجاز التأليف سريعًا.

 هذا ما أكدته مصادر مواكبة لمسار تشكيل الحكومة عبر "الأنباء" بقولها إن المساعي الرامية الى التأليف مستمرة بالرغم من العراقيل التي برزت في الساعات الأخيرة والمتمثلة بمواقف الحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب طلال ارسلان ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والتي بدت كأنها رسالة منسّقة تقف خلفها جهة واحدة بقصد فرض شروط داخل "الفريق الواحد" في لحظات ما قبل التأليف.

وأبرز الرسائل التي حملتها هذه العراقيل المستجدة هي أنها في وجه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي كان سيخرج بحصة وازنة داخل الحكومة؛ فأتى شيطان التفاصيل الكامن في المحاصصة وحسابات المصالح داخل الفريق الواحد؛ ليتيح توجيه مثل هذه الرسالة.

إلا أن المصادر كررت أن كل ذلك لا يعني حتى الساعة عدم تشكيل الحكومة، لكون الإصرار على تأليفها لا يزال هو نفسه بهدف إنجازها بأقرب وقت وحل العراقيل الجديدة خلال ساعات اليوم، لأن الفشل في توفير الحلول لهذه العراقيل سيعني حتماً انفراط عقد التفاؤل الذي عاشه اللبنانيون منذ يومين بقرب ولادة الحكومة.

في غضون ذلك عاد الشارع ليلتهب مجدداً وعادت حركة الشغب إلى الحمرا؛ وعاد قطع الطرقات الى مختلف المناطق اللبنانية، في ظل الحديث عن تزخيم العمل من قبل مجموعات الحراك الشعبي التي تحضًر لتحركات شعبية في عطلة نهاية الاسبوع.

وفي خلفية كل هذا المشهد ثمة حديث يدور عن أن المعركة الحقيقية هي معركة الرئاسة المقبلة، حيث أشارت مصادر مطلعة على موقف تيار المردة عبر "الأنباء" إلى ان الوزير  فرنجية يصرّ على حصوله على حقيبتين في الحكومة المقبلة بعد الاتفاق الذي تم بحصول باسيل على الحقائب المسيحية السبعة، وهو الأمر الذي أعاد فرنجية الى الموقف الذي سبق وكشف عنه في وقت سابق، ملوّحاً بعدم المشاركة في الحكومة اذا لم يحصل على وزيرين.

وفيما يحاول فرنجية الضغط في الربع الساعة الأخير لتنفيذ شرطه، ألمحت المصادر الى ان المعركة بين فرنجية وباسيل هي "معركة رئاسة لا معركة وزارة"، وأن "رسالة فرنجية تتعدّى مطلبه الوزاري الى الضغط للحصول على ضمانات من حزب الله في الاستحقاق الرئاسي المقبل". وتؤكد المصادر أن "فرنجية جادّ بموقفه بمعنى أنه إذا لم يحصل على الجواب الذي ينتظره فسيكون خياره عدم المشاركة".

في هذه الاثناء، وفيما لا تزال بيروت رهينة أعمال الشغب المتنقلة، يبدو أن هناك ما هو أبعد من تشكيل الحكومة ايضا على مستوى استخدام الشارع في وجه المصارف ومصرف لبنان بصرف النظر عمًن فعلاً يتحمل مسؤولية السياسة المالية والمصرفية في البلد، لكن من الواضح أنه في الربع ساعة الاخير من عملية التأليف هناك تصفية حسابات مالية أبعد من الحدود المحلية تترافق مع الحديث عن عقوبات جديدة على لبنان، وكان لافتاً في مجال متصل كلام الرئيس سعد الحريري الذي فتح بشكل علني ملف المواجهة على مصرف لبنان بحديثه عن أن حاكم المصرف رياض سلامة لا يمكن عزله وإقالته، ليرفع بذلك سقف المواجهة مع الحكومة المقبلة ومن يقف خلفها قبل تشكيلها.