Advertise here

تأهيل قاعة الانتظار في سجن رومية بتمويل من جنبلاط... وصليبا: لولاه لما أنجزنا

15 كانون الثاني 2020 18:28:00 - آخر تحديث: 15 كانون الثاني 2020 20:27:30

في إطار تحسين أوضاع السجون في لبنان، أقيم قبل ظهر اليوم الاربعاء، حفل افتتاح القاعة التي يتجمع فيها أهالي السجناء قبل مرحلة التفتيش في السجن المركزي في رومية، بعد ان تم تأهيلها من قبل جمعية نضال لأجل الانسان، بدعم وتمويل من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

 وقد جرى الاحتفال بحضور قائد سرية السجون المركزية العقيد ماجد الايوبي ممثلاً وزيرة الداخلية والبلديات ريّا حفّار الحسن والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، رئيسة جمعية نضال لأجل الانسان ريما صليبا، القاضي رجا ابي نادر ممثلاً وزير العدل القاضي البير سرحان، عضو مجلس نقابة محامي بيروت فادي حداد ممثلا نقيب المحامين ملحم خلف، المحامي موريس الجميل مسؤول قطاع المحامين في حزب الكتائب اللبنانية، جمعيات حقوق الانسان العاملة في السجون وضباط من قوى الامن الداخلي.

وفي هذه المناسبة القى العقيد الايوبي كلمة شكر فيها جمعية نضال لأجل الانسان لهذه المبادرة، كما أشار الى ان هذه التقدمة هي ثمرة التعاون الدائم مع المجتمع المدني عامة، معتبراً ان مثل هذه النشاطات والتنسيق الدائم بين الجمعيات والمديرية العامة لقوى الامن الداخلي ينعكس بشكل إيجابي على الوضع العام للسجون ونزلائه. كما أشاد بمستوى المساعدات التي تقوم بها الجمعيات للسجناء واهاليهم.

من جهتها، قالت رئيسة جمعية نضال لأجل الانسان ريما صليبا في كلمتها: "تقاس درجة تطور المجتمعات البشرية بمدى اهتمامها بالإنسان ومساعدته على تحقيق انسانيته وتسهيل ظروف الحياة لكافة عناصر المجتمع. وأي نظام لا يضع في أولوياته خلق البيئة الملائمة للعيش الكريم والتمتع بكامل الحقوق التي تقرها شرعة حقوق الإنسان هو نظام يفتقد الى مقومات الإستمرار وهو آيل الى السقوط، ومن أولى من الفئات المهمشة والمحرومة وممن قست عليهم ظروف الحياة بهذه الحاجة الى الإلتفاف الى أوضاعهم ومحاولة تحسينها. ونحن اليوم نحاول عبر افتتاح قاعة الإنتظار لأهالي السجناء في سجن رومية إضافة مدماك متواضع الى الجهود المبذولة لتحسين أوضاع السجون في لبنان وتأمين مكان ملائم للأهالي الذين يبلسمون بحضورهم بعض جراح القابعين خلف القضبان. 

لقد آلينا على أنفسنا، كجمعية "نضال لأجل الإنسان" التركيز على أوضاع السجناء في لبنان وكانت باكورة جهود الجمعية في هذا الإطار، كون هذا الملف يعتبر من أبرز المشكلات الشائكة والعالقة وهي مادة دسمة للإنتقاد ولتوجيه السهام. لكنها بالنسبة للأهالي، بمثابة جرح لا يندمل بسهولة وهي، بالنسبة لنا، امتحان لمدى جديتنا في العمل الإنساني الصحيح الهادف دون التطلع الى مردود مباشر للجمعية، أعضاء وداعمين".

واضافت "ان العمل الإنساني عطاء وليس تجارة وهو عمل مباشر تحقيقا لقيم نؤمن بها وليس مادة للإستعراض الإعلامي أو الكسب الشعبي الرخيص. فحيث يوجد الألم، تكون الحاجة الى مد اليد، وحيث تخلق ابتسامة على وجه محروم، تكون على الدرب السليم وتستكمل انسانيتك.

لقد تكونت قناعتنا بضرورة تأهيل قاعة الانتظار بعد معاينتا للمصاعب التي يتكبدها الأهالي في انتظار لقاء أحبائهم بعد مشقات الانتقال من أماكن سكنهم إلى رومية، وبعد ملاحظة النواقص من أرضية صالحة ومقاعد جلوس وفقدان وسائل الإنارة والتهوئة وزوايا خاصة للصغار وشهدنا كيف أن العناصر الأمنية يحاولون التعامل بإيجابية مع هذه المعاناة وهم على تماسٍ يوميٍ معها.

أردنا أن ينتظر الأهالي في صالة تؤمن لهم شروط الراحة الجسدية والنفسية كي يكون لقاؤهم مع السجناء محطةً في مسارٍ قد يطول سنوات عديدة. وأردنا أن يجد الصغار مكاناً للعب البريء وأن تنطبع في ذاكرتهم أن المكان الذي يقصدونه مكانٌ صديق وأن الأمنيين الذين يلتقون بهم يشبهونهم وليسوا هناك ليقاصصوا ذوييهم".

وقالت: "أردنا إعطاء صبغة أكثر إنسانية على وضعٍ مريرٍ بالأساس حيث ينتظر أناس يتمتعون بحريتهم لقاء أحبة لهم، محرومين من الحرية، أيا كان السبب وراء دخولهم السجن. إن عملنا هذا لم يكن ممكناً لولا التجاوب التام من قبل المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي التي قدمت لنا التسهيلات كافة وتعاونت معنا تعاوناً مسؤولاً نشهد عليه، ونحن نشكرهم جزيل الشكر على الجهود التي بذلوها لإنجاح هذا المشروع. ونحن ندرك أننا نتشارك مع القيمين على هذا السجن الشعور أن سجوننا اللبنانية بحاجة إلى ورشةٍ إصلاحية كبيرة تعالج المشكلات المتعددة من اكتظاظ مخيف وتدني في الشروط الحياتية والصحية وتأخر معيب في المحاكمات وضعف في الإمكانات البشرية وغياب لأجهزة رسمية عن الولوج إلى العلاج الشافي."

 

وختمت صليبا بالقول: "لا يسعنا إلا أن نذكر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي وقف إلى جانبنا منذ انطلاقتنا والذي لم يبخل علينا بأي دعمٍ معنوي ومادي. فلولاه، لما كنا أنجزنا، لا هذه القاعة ولا أي من سلسلة المشاريع التي قامت بها الجمعية، حيث كان ولا يزال الداعم الأساسي لها. ونغتنمها فرصة لتوجيه دعوةٍ إلى كل القادرين للمساهمة في دعم الجمعيات كافة التي تعمل في هذا المجال والمشاركة في الأعمال التطوعية الهادفة إلى تقوية اللحمة بين سائر المواطنين. في زمنٍ يشهد على انحدار وانهيار على المستويات كافة وتتهاوى فيه المقومات الحياتية والحيوية للناس ويتنامى الشرخ بين المواطنين ودولتهم وتصعب الإجابات الشافية والوافية على عللنا، لنفتح معاً نافذةً على الأمل بإصلاح من هنا وعمل تطوعي من هناك ولنستحضر قيمنا الإيجابية على الدوام. وإلى لقاء في محطات مقبلة نحقق فيها بعض ما نطمح إليه."