Advertise here

لبنان يا وطني

14 كانون الثاني 2020 17:10:00 - آخر تحديث: 14 كانون الثاني 2020 19:20:20

لبنان وطن نبتغيه، لا ملجأ نرتضيه (كمال جنبلاط)

أحزن يا وطني كيف أصبحتُ بك شريداً.
ضائعٌ...ولا أعرف سبيل الوصول إليك. كل الطرق حاولت وكل الأساليب. تجدني أصرخ، وأصرخ أريدك وطني. لا أريد وطناً بديلاً ...
أنفض عنك غبار الأنانيين والانتهازيين و....
وأصرخ بهم وعليهم، كفى...
 افتح لي ذراعِك، قبل أن تفتح لي حفرة التراب.
أحتاج إليك، فأنت الأب والأخ والصديق.
 وليس منك أغلى وطن، ولا عنك بديل...
"... ينزع الطير إلى وكره الذي درج منه فلا يزال،
إن ألمَّ عليه الليل، وأصلته عاديةُ الظلام، يتلمّس في الطريق سرحةً بعد سرحة، وغصناً إثر غصن
وبين ذلك يشدو بإيقاع من الحزن يُذكي لهيبَ أسى، ويذيع مكنون ضنى، ويثير ثائرة شجون.
وكذلك ترى المواطن يهبط دارته في الوطن، وبها ما بها من حسن المجتلى، وطيب المجنى،
ومجال السمع والبصر، ويسرح النفس والقلب، فلا يصرفه من ذلك شيء عن خطرة الوطن، وبكاء الدمن، وما وطنه إلا ممرٌ للطيور الهاجرة...
وأطنابٌ تقصف بها الريح، وأطلالٌ توارت رسومُها، ودرست معالمُها، على أنه الوطن معقد الأزمات، وملتقى الآلاف، منه خلقت النفس،
 فكان حقاً أن يكون به هيامها، وإليه سبيلها...
سجيةٌ تلك طُويَت عليها النفوس، ونهض على دعائمها الوطنية كنظام اللّه...
وأماكن تُخلى، وأماكن تمتلئ، وما هي إلّا صنوف من الوطن، لا تتبدل بها مشارف الهجرة...
وتزداد في قلب المواطن الأحلام والأمنيات..."
ويا وطني، إذا أردتَ أن تعرف من
 يستحق أن يستوطن أعماقك..!؟
أنظُر إلى من يجعلك تشعر أنك موطنه للأبد، وأن الحياة جميلة مهما قست...
 فما بالنا من هذا الزمان الرديء الذي نعيشه..؟؟
فأنبل، وأنقى القضايا، ومطالب الشعب بالوطن...
وهي متراكمة، ومزمنة، ومحقة، وشعبوية، وإلخ...
 لكن، يا للهاجس قبل الخوف أن تُنتهك وتُستغّل من قِبل كل ما هبّ ودب..!!
ويبقى الكلام يعبّر عن واقع الحال الذي يترنّح فيه الوطن بدوامة القلق والخوف من المجهول...
لكن ستبقى يا وطني أنت وحدك الوطن، والملجأ، بالوفاء.