Advertise here

كأس دياب الحكومي يفرغ... ومرحلة جديدة بدأت

10 كانون الثاني 2020 10:05:00 - آخر تحديث: 10 كانون الثاني 2020 15:25:28

 أصبح واضحاً أن الأمور باتت في الجزء الفارغ من الكأس الحكومي للرئيس المكلف حسان دياب، وهي تتجه الى مكان مختلف عمّا كانت عليه مطلع الأسبوع، ولأكثر من سبب، إلا أن السبب الأساس هو المعطى الإقليمي بالإضافة الى المعطى الداخلي المتعلق بكيفية التعاطي من قبل القوى السياسية التي كلّفت دياب، وتحديداً لجهة العراقيل المبنية على ذهنية المحاصصة التي اصطدمت بها جهود التأليف، وما تلا ذلك من موقف واضح في رفض هذا المسار من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي دعا الى تشكيل حكومة لم شمل تحظى بالتوافق السياسي حولها، وكان لافتا قوله إنه كان أكثر المساعدين للرئيس المكلف، لكن لكل شيء حدود.

وتعليقا على موقف بري، قالت مصادر تكتل "لبنان القوي" عبر "الأنباء" إن المطالبة بتشكيل حكومة لم شمل او حكومة تكنوسياسية هي "خطوة الى الوراء"، معتبرة ان "الرئيس المكلف كان قد قطع شوطاً كبيرًا على خط تشكيل الحكومة ومعظم الاسماء والحقائب اصبحت معروفة".

ورأت مصادر التكتل أن الاطالة في امد التشكيل "تخلق الكثير من المشاكل والشروط والشروط المضادة والبلبلة"، مشيرة الى ان التكتل يطالب بتشكيل حكومة وفق المعايير المحددة و"يتمسك بحقه بأن يكون له الثلث الضامن نسبة لحجمه التمثيلي".

وأوضحت مصادر "لبنان القوي" ان النقاشات مع الرئيس المكلف كانت "تدور حول حقائب الخارجية والداخلية والدفاع والطاقة"، معتبرة ان "موقف بري سيخلق أزمة اذا لم يكن ينبع من باب حث دياب للاسراع في التأليف.".

وقالت مصادر "التكتل" إن ما بلغها من حزب الله انه مع الاسراع في تشكيل الحكومة، مستشهدة بكلام وفد الحزب بعد زيارته بكركي، ما يتطابق مع المعلومات التي يعرفها التيار الوطني الحر عن حقيقة موقف الحزب.

وفيما كانت لافتة أيضا دعوة بري لرئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري للعودة والعمل بما تنطوي عليه من إشارات بأكثر من اتجاه، اعتبر مراقبون أن ذلك يدل على أن الامور لم تعد في المنحى الإيجابي للتأليف.

مصادر كتلة التنمية والتحرير أوضحت من جهتها عبر "الأنباء" ان دعوة بري للحريري للعودة الى لبنان هي من أجل المشاركة في مناقشات الهيئة العامة لمجلس النواب لمشروع موازنة 2020 "لأنه لم يعد هناك من قدرة للصرف على قاعدة الاثني عشرية بعد التخفيض الكبير الذي حصل في موازنتي 2019 و2020 بكل الوزارات"، هذا بالاضافة الى "ضرورة عودة الحكومة الى ممارسة دورها في تصريف الاعمال في ظل بوادر التأخير في ولادة الحكومة الجديدة؛ في حين ان الازمات لم تعد قابلة للانتظار اكثر".

وفي ظل هذا التباين المكشوف ما بين القوى التي دعمت الرئيس المكلف دياب، وهو تباين كان قد بدأ بشكل مضمر في المرحلة السابقة قبل ان يظهر الى العلن، فإن مسار الامور ذاهب نحو مرحلة جديدة تتضمن تغييرًا كاملاً لشكل الحكومة او اعتذار دياب وبالتالي تكليف شخصية جديدة، والعودة الى نقطة الصفر، إلا أن الخاسر الأكبر في كل هذا الماراتون غير المنتج حتى الساعة هو الشعب اللبناني الذي يعاني من أزمات اقتصادية ومعيشية ومالية رغم كل التطمينات التي قدمها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والتي لم تعد تجد آذانا صاغية لدى الناس لكثرة ما يواجهون من مشاكل في حياتهم اليومية.