Advertise here

حقائق بيئية خطيرة نضعها بتصرّف الثورة

09 كانون الثاني 2020 09:10:22

يشرفني كجمعية بيئية "طبيعة بلا حدود" أن أضع بتصرّف الثورة حقائقَ بيئية مرعبة... هي شمعة نضيئها في ليل هذا الوطن المظلم...

في اللحظة التي كانت ألسنة النيران تلتهم الأخضر واليابس، وبدأت تقتحم البيوت، وقف المسؤولون عاجزين عن الحلّ الفوري المباشر. وعندما استنجدت الدولة بطائراتٍ من الأردن واليونان لإطفاء الحرائق، عرف كل الناس أن هناك ثلاث طائرات لإطفاء النيران، والتي كانت رابضةً على أرض المطار منذ عام 2011، وهي ساكنةٌ سكون القبور، وغير قابلة للاستعمال!! هذه قمة الإفلاس والفساد وانعدام المسؤولية... وكنتَ ترى في وجوه الناس، كل الناس ملامح الوجع والألم واليأس من وطنٍ يحترق، ولا حلّ عملي لإطفاء حرائقه... وكانت لحظةً أقرب إلى المعجزة عندما أبرقت السماء ورعدت، وسقط المطر بزخمٍ رهيب، حتى تمَّ إطفاؤها. وقُل ما شئتَ. هل هي صدفة؟ هل هي إرادة إلهية؟؟ أصبحنا وطن ينتظر المعجزات لوضع الحلول!! وهنا أجدها فرصة لتعداد جبل الهموم البيئية التي تواجه كلّ مَنْ سيتحمل مسؤولية الملف البيئي. وعلى سبيل المثال لا الحصر:

1 – ملف النفايات، واعتماد حلّ فرز النفايات من المصدر بعيداً عن بدعة التفكّك الحراري، وهو التعبير الملطّف للحرق! 

2 – ملف الحرائق، ووضع استراتيجية استباقية لمنع الحرائق ومعالجتها بالسرعة الضرورية.

3 – ملف السدود بشكل عام، بالبُعد البيئي.

4 – ملف الكسارات والمرامل. وعلى لسان الدكتور محمد فواز، المدير العام في التنظيم المدني، ولمدة 18 عاماً، وهو من أنزه الشخصيات المسؤولة يقول: من أصل 1283 كسارة ومرملة، كلها أعطيناها ترخيصاً بعد مناقشات فنية ضرورية، لكن ليس هناك كسارة واحدة، ولا مرملة واحدة، طبّقت شروط هذه الرُخص.

5 – ملف الأَنهر وتلوثها، وخاصة نهر الليطاني الذي أحدث ضجةً على صعيد الوطن كلّه من خلال تلوّثه. ومن المؤسف أن نرى انتهاكات بلا حدود لتلويث الأنهر، والحديث يطول! 

6 – ملف الصيد والطيور المهاجرة. وقليلون هم الذين يعرفون بأن لبنان، وتحديداً في بلدة إبل السقي، يُعتبر البلد الثاني في العالم بعد الأكوادور التي تستقبل ملايين الطيور المهاجرة. والفرق هو أن الأكوادور تحوّل هذا الملف إلى مصدرٍ كبيرٍ للسياحة، ما يدرّ على البلاد مليارات الدولارات سنوياً، بينما نحن نتفرّج على هذه الثروة الضائعة.

7 – ملف الميـاه المعبأة. وهـو من أخطر الملفـات. وشيءٌ مذهل أن ترى قمـة الفسـاد تعشّش فيـه ... هناك 1700 مصنعاً للمياه، أمّا عدد الذين يملكون رخصةً رسمية فلا يتجاوز 55 مصنعاً فقط لا غير. والسؤال الخطير : ماذا نشرب؟؟ 

8 – ملف المطامر، وخاصةً مطمر الناعمة، وهو ممتلئ بـ 30 مليون طن من النفايات، والذي كان من المفروض أن يستقبل 5 ملايين طن فقط من النفايات العوادم فقط... هذا الملف، وبكل أسف، تركته كل الدول المتحضرة...

9 – ملف الاستملاكات البحرية... نحن البلد الوحيد في العالم الذي يسمح باستعمال واستملاك الشاطئ، بينما الشاطئ هو ملك للناس.

أكتفي بكل هذه الملفات، وهناك جبلٌ من الهموم والملفات الأخرى ... وللحديث تتمة في مقالة أخرى.