حصلت جريدة "الأنباء" على مقارنة بالأرقام كشفها المركز التقدمي للدراسات الاقتصادية والاجتماعية، استناداً إلى بيانات وزارة المالية (تنشرها الأنباء) للأشهر العشرة الأولى من العام 2019، تظهر زيادة خيالية في كميات الفيول المستوردة لمصلحة مؤسسة كهرباء لبنان عن العام 2018؛ بلغت قيمتها 4 مليون و445 ألف طن، أي ما يوازي زيادة بنسبة عن 378% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2018، علماً بأنَّ انتاج الكهرباء في العام 2019 لم يتحسن وساعات التقنين لم تشهد أي انخفاض!!!

وبحسب بيانات وزارة المالية، تبلغ كلفة تلك الزيادة في كميات الفيول المستورد مليارين و149 مليون دولار أميركي علماً ان كلفة استيراد المشتقات النفطية الأخرى غير المرتبطة بكهرباء لبنان انخفضت بما يوازي 134 مليون دولار لذات الفترة. وطالما أن هذه الكميات قد فاقت زيادتها الحد المعقول، دون أي نتيجة على مستوى إنتاج الكهرباء، ثمّة شكوك كبيرة حول كيفية التصرف بهذه الكميات وما إذا كان فعلا قد تم استهلاكها داخل الأراضي اللبنانية في المنشآت العائدة لكهرباء لبنان، أو أنها ذهبت إلى مكان ما خارج الحدود اللبنانية.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ عجز كهرباء لبنان الذي لم يزد عن 202 مليون دولار في العام 2002، زاد بشكل مطرد وهستيري منذ العام 2008 حتى تاريخ اليوم حيث ناهز العجز الناتج عن هذا القطاع 40 مليار دولار اي ما يوازي 46% من الدين العام.

واستناداً إلى بيانات وزارة المالية والمقارنة التي أجراها المركز، فإن الأسئلة التي يحق لكل مواطن طرحها تطال بالدرجة الأولى القيمين على سياسات هذا القطاع الذين يتشاطرون في رمي التهم بالتقصير والخلل على غيرهم فيما سياساتهم لم تؤتِ الا الامعان المتعمد في التدمير البنيوي لقطاع الكهرباء منذ العام 2008 والتي لم تهدف يوماً سوى لمراكمة العجز والأعباء، وكل ذلك يتطلب إجابات وتوضيحات لا تحتمل أي رمادية او تمييع بعد أُنهكت الخزينة العامة.