Advertise here

حسابات ترامب ومستقبل المنطقة

05 كانون الثاني 2020 04:55:00 - آخر تحديث: 05 كانون الثاني 2020 16:44:45

هل كان قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بقتل الجنرال سليماني محسوبا بدقة؟ سؤال سيبقى في الاذهان بانتظار ما ستحمله المرحلة المقبلة من تطورات في ضوء التهديدات الايرانية بالرد.

فقرار ترامب بقتل سليماني، لم يسبق ان قامت واشنطن بمثله منذ الحرب العالمية الثانية عندما اسقطت الطائرة التي كانت تقل الأميرال الياباني "إيسوروكو ياماموتو" في العام  1943، والذي خطّط لهجوم بيرل هاربور في العام 1941. وهو ما لم تفعله ادارتا الرئيسين باراك أوباما وجورج بوش. 

فالنائبة الديموقراطية إليسا سلوتكين، وهي محللة سابقة في وكالة الاستخبارات الاميركية، وخبيرة في الفصائل الموالية لايران، والتي عملت في البنتاغون خلال إدارتي بوش وأوباما، اشارت الى ان هذين الرئيسين تساءلا في السابق عن جدوى اغتيال سليماني. وقالت، "سؤال واحد منع رئيسين أميركيين أحدهما ديموقراطي والآخر جمهوري من تصفية سليماني: هل تستحق غارة جوية عمليات الرد عليها واحتمال زجنا في نزاع؟". وإن كان لـ"إليسا سلوتكين" حسابات سياسية اخرى تتصل بالمنافسة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، الا ان كلامها يطرح سؤالا منطقيا سيكون جوابه صعبا قبل ان تتوضح الصورة. 

وبغض النظر عن اعلان واشنطن عن "ان سليماني كان يخطط لاستهداف اميركيين، وان ما جرى يندرج في اطار حق الدفاع عن النفس، وان خطر عدم التحرك كان أكبر من خطر التحرك"، الا ان استهداف سليماني بالذات يفترض ان يكون محسوبا بدقة، وبناء على معطيات وتحليل استراتيجي في كل من مجلس الامن القومي والاستخبارات والبنتاغون على حد سواء، وهو ما يعتبر تحولا كبيرا في الصراع الاميركي مع ايران، سيضع طهران على مفترق، إما استيعاب الضربة واعادة النظر بسياساتها الاقليمية والدولية، وإما اتخاذ قرار المواجهة مع ما يمكن ان ينتج عنه، لاسيما ان العقوبات المفروضة عليها قد انهكتها، وقد ظهرت معالمها مؤخرا في الاحتجاجات التي شهدتها المدن الايرانية.

ما جرى قبل ايام من استهداف للوجود الاميركي في العراق والرد باغتيال سليماني، يشير الى ان الجانبين الاميركي والايراني يدفعان بعضهما الى التصعيد. فهل بلغ هذا التصعيد اوجه مع قساوة الرد ليعود كل منهما الى رشده السياسي؟ أم ان الوقت حان لاعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة تحددها فوهات المدافع؟. ما يجري في ادلب والتطورات في ليبيا ليس بعيدا عما يحدث على ارض العراق.