Advertise here

سقوط رجل ايران الثاني يربك المنطقة... واستعجال التأليف على وقع الحدث

04 كانون الثاني 2020 05:10:00 - آخر تحديث: 04 كانون الثاني 2020 05:25:37

لم يكن الحدث الإيراني - الاميركي على أرض العراق عابراً، إنما يصحّ فيه الوصف بالزلزال الأمني الذي لن تسلم من تداعياته العديد من دول المنطقة وربما من بينها لبنان.

فبعد اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، لم يعد بالإمكان فصل المشهد اللبناني والتطورات المقبلة على المستوى السياسي، وربما على المستوى الأمني، عن المشهد الاقليمي الحاصل نتيجة الضربة الكبيرة التي تلقاها النظام الإيراني، ونظراً لكون لبنان جزءاً من ساحات الصراع القائمة، الأمر الذي سينعكس على مسار تأليف الحكومة التي من المرجح أن يتم تسريع تشكيلها على قاعدة تمتين الساحة الداخلية لصالح حزب الله للتفرغ لمسائل أكبر في المرحلة المقبلة.

وعن جديد الاتصالات الحكومية، تشير مصادر مطلعة عبر "الأنباء" إلى أن الصورة ترتسم حالياً في مناكفة الوزير جبران باسيل للرئيس المكلف حسان دياب ومعه إلى حد ما رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إذ هناك تباين فعلي قائم بين دياب والثنائي الشيعي من جهة وباسيل من جهة ثانية، حيث توضح المصادر أن الأخير يحاول كعادته التصرف باستفراد واستئثار ويضع فيتوات على اسماء ويرفض أسماء أخرى.

 وتتحدث آخر المعلومات عن إصرار باسيل على رفض توزير زياد بارود ودميانوس قطار، وأنّ لديه ملاحظات على الإسم المقترح لتولي وزارة الداخلية.

وعلمت "الأنباء" انه لتذليل هذه العراقيل يتم عقد لقاءات متكررة بين دياب وباسيل وأخرى مع الخليلين للتوصل لحلول تخرج الحكومة إلى النور.

وفيما يتعلق بالتمثيل الدرزي، فقد ذكرت أوساط متابعة أنه تم إيجاد مخرج لفريق 8 آذار الدرزي يتيح له تفادي الإحراج الذي سببه لهم الموقف المحق والعالي السقف لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي طالب بأحقية التمثيل الدرزي، وتضمّن المخرج أن يعلن النائب طلال أرسلان والوزير الأسبق وئام وهاب موقفا مشتركاً - وهو ما حصل أمس- يصرّان فيه على تمثيل وازن للدروز، مقابل أن يعمد الفريق الذي يدير عملية تأليف الحكومة الى إعطاء من يمثلهما حقيبة وزارية أو ربما اثنتين، ليبررا قبولهما الدخول في الحكومة.

بالتزامن طغى المشهد الإقليمي الذي تجسّد بحادثة اغتيال سليماني على كثير من التفاصيل الداخلية لحجم الحدث وارتباطه بالعديد من المواضيع المتشابكة من سوريا الى العراق واليمن والبحرين والخليج الى لبنان وفلسطين مرورا بكل المجموعات التي كان لسليماني الدور الأساس في عملها وكان يشكل صلة الوصل بينها وبين إيران.

ولفت مراقبون عبر "الانباء" الى أنه صحيح أن جزءًا كبيرًا من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اغتيال سليماني يعود لحسابات داخلية لديه لاكتساح الشارع الأميركي على أبواب الانتخابات الرئاسية المقبلة ولإخراج نفسه من أزمة إجراءات العزل، عبر الإيحاء للأميركيين بأن ترامب "هو من يحمي أميركا، وقد قام بتصفية ابو بكر البغدادي؛ ثم سليماني، فيستفيد بذلك في رفع التأييد الداخلي، كما يستثمر الأمر في منطقة الخليج والشرق الأوسط من باب الابتزاز المالي والسياسي"؛ لكن في مقابل ذلك يشير المراقبون إلى ضرورة رصد حجم ونوع رد الفعل الايراني الذي "سيوازي هذه الحادثة"، وإن كانت الأمور حتى الساعة لا توحي بأنها تتجه الى حرب مفتوحة او مواجهة مباشرة، لكن الرد أو الردود ستكون موجعة من المقياس الإيراني، اذ إن سليماني كان بمثابة "الرجل الثاني" في نظام إيران على مستوى مركز اتخاذ القرار.

على هذا الأساس سيكون المشهد المقبل إقليمياً كما محليًا حافلاً بالمزيد من التعقيدات والمشاكل والعراقيل، التي ستثقل لا شك  الحياة اللبنانية بالإضافة الى ما فيها من ثقل اقتصادي يطبق على حياة اللبنانيين.