Advertise here

الصحافة العالمية تقرأ في اغتيال سليماني: الحرب واقعة

03 كانون الثاني 2020 18:04:25

أطلقت الصحف العالميّة تحليلاتها الأولية بشأن العملية الأميركية التي استهدفت قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني في العراق، والذي عيّن مرشد الثورة في إيران علي خامنئي اسماعيل قاآني مكانه.

صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية رأت أنّ اغتيال سليماني ينذر بحرب شاملة بين الولايات المتحدة وإيران، وتوافقت معها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في مقال نشرته اليوم أشارت فيه إلى أنّ الغارة الجوية الأميركية التي قتلت سليماني في بغداد في وقت متأخر من يوم الخميس، تعدّ تصعيدًا كبيرًا للتوترات بين واشنطن وطهران ويمكن أن تؤدي إلى أعمال عنف واسعة النطاق في المنطقة وخارجها.

وتوقفت الصحيفة عند ما قاله وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، الذي توعّد بالإنتقام وأنّ الردّ سيكون قاسيًا. وأضافت الصحيفة أنّ نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس واسمه الحقيقي جمال جعفر ابراهيمي الذي قُتل مع سليماني، لديه تاريخ في المشاركة بهجمات ضد الولايات المتحدة منذ العام 1982.

وقد علّق مسؤول أميركي على الحادثة للصحيفة، من دون أن تكشف عن اسمه، كاشفًا أنّ طائرة أميركية بدون طيار "درون" نفذت الهجوم في العراق، البلد الذي يضمّ 5 آلاف جندي أميركي.

من جهته، وصف إيلان غولدنبرغ، الذي كان قد عمل على قضايا متعلقة بالشرق الأوسط خلال إدارة باراك أوباما عملية الإغتيال بأنها "تغيير كبير في اللعبة" في المنطقة. وتوقع أن تسعى إيران للانتقام، فقد تُصعّد في العراق أو لبنان أو الخليج أو أي مكان آخر، كما أنّها قد تحاول استهداف مسؤولين أميركيين، إلا أنّ إدارة ترامب فكّرت في الخطوة التالية أي أنّها تُدرك ما يجب فعله الآن لتجنب حرب إقليمية. 

وفي مقال آخر، أشارت "واشنطن بوست" إلى أنّ إيران قد تستعين بأصدقائها في المنطقة بحال اشتدّ الصراع، وهم في العراق واليمن ولبنان وسوريا، بدءًا من عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، إلى حزب الله في لبنان، وصولاً إلى المقاتلين في غزة.

من جهتها، اعتبرت مجلة "ذا أتلانتيك" أنّ إيران خسرت رجلاً مهمًا جدًا بالنسبة لطموحاتها في الشرق الأوسط، ولذلك فإنّ الولايات المتحدة تذهب إلى حرب ساخنة مع إيران بعدما كانت تخوضها من خلال وكلاء في المنطقة. وأوضحت المجلة أنّ ما حصل لا يعني أنّ المنطقة ذاهبة إلى حرب أو أنّ خطر الحرب اقترب، بل هذا يعني أنّ الحرب واقعة.

أمّا موقع "بوليتيكو" الأميركي فسلّط الضوء على آراء المرشحين الديمقراطيين للرئاسة الأميركية والذين حذروا من التصعيد في الشرق الأوسط بعد مقتل سليماني، معتبرين أنّ العملية قد تؤدي إلى تصعيد عنيف في المنطقة، ومن المرجح أن ترد إيران بدورها. ومن بين هؤلاء جو بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما الذي اعتبر أنّ "ترامب ألقى الديناميت في صندوق"، مشيرًا إلى أنّ الولايات المتحدة قد تكون على شفا صراع كبير في الشرق الأوسط، آملاً بأن تكون الإدارة قد فكرت في نتائج وتداعيات هذه العملية.

من جانبها، عنونت صحيفة "لو موند" الفرنسية مقالها عن مقتل سليماني بأنّه "كان مهندس النفوذ الإيراني"، وقد تمرّس خلال أربعين عامًا في المنطقة قبل أن يقتل في العراق عن عمر يناهز 62 عامًا. وأضافت الصحيفة أنّ سليماني ساهم في إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وتعزيز محور نفوذ إيران من العراق إلى سوريا وصولاً إلى لبنان، من خلال العنف والصبر والحسّ السياسي، كما أنّه كان الداعم للمجموعات الشيعية في العراق، والمسؤول عن القوات الإيرانية التي دعمت بشار الأسد في سوريا. 

أمّا صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية فتحدّثت عن أنّه عمل في الظلّ، حتى بدأ إسمه يتكرر مع اندلاع الحرب السورية عام 2011، وفي العراق كان يشارك حتى في المفاوضات السياسية التي تهدف إلى تشكيل الحكومة.