Advertise here

إنذار إيراني بوجه واشنطن في العراق.. وترامب يلوّح بالرد

01 كانون الثاني 2020 08:25:07

بلغ التوتر الأميركي الإيراني ذروته في العراق، مع اقتحام حشود المتظاهرين المؤيدة للحشد الشعبي المدعوم من ايران السفارة الأميركية في العراق، في مشهد شبيه باقتحام السفارة الأميركية في طهران في ثمانينيات القرن الماضي، ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعقد اجتماع عاجل لكبار معاونيه في البيت الأبيض، بعد أن غرد عبر "تويتر": "قتلت إيران مقاولاً أميركياً وتسبّبت بجرح آخرين عديدين. رددنا بقوة وسنفعل ذلك دائماً. الآن تنسّق إيران هجوماً على السفارة الأميركية في العراق، وسيتحمّلون كامل المسؤولية. كما نتوقّع من العراق استخدام قوّته لحماية السفارة، وأبلغناهم ذلك". وفي وقت لاحق، غرّد قائلاً "إلى ملايين العراقيين الذين يريدون الحرية ولا يريدون أن يخضعوا لهيمنة وسيطرة إيران، هذا هو وقتكم". 

وفي مؤشر إيراني للتصعيد في العراق احتشد آلاف المتظاهرين المؤيدين "لحزب الله" العراق أمام السفارة الأميركية في بغداد، وحاولوا اقتحام البوابة الرئيسة وأحرقوا العلم الأميركي وتحطيم كاميرات المراقبة، وكان في مقدمة المحتشدين قادة الحشد الشعبي زعيم ميليشيات عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، وزعيم ميليشيات بدر، هادي العامري، حيث قام المتظاهرون بإحراق إحدى بوابات السفارة وتحطيم جزء من السياج الخارجي للسفارة التي تقع في المنطقة الخضراء الأكثر تحصيناً في العراق، ما دفع قوات الأمن العراقية إلى إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المحتجين الذين دخلوا الى الباحة الداخلية للسفارة حيت لا يزال موظفو السفارة داخل المبنى كما ذكرت مصادر صحفية.

وارتدى المحتجون الزي الرسمي لقوات الحشد الشعبي المؤلفة من فصائل موالية لإيران، وحمل بعضهم لافتات كتب على إحداها "يجب إخراج القوات الأميركية، وإلا سيتم طردهم"، فيما كتب على أخرى "أغلقوا السفارة الأميركية في بغداد" و"إلى أميركا.. سنرد بقوة".

وتأتي هذه الاحتجاجات على إثر الضربات الجوية التي نفذتها القوات الأميركية ضد مواقع لكتائب حزب الله في غرب العراق وسوريا، والتي قتل فيها 25 مقاتلا وعدد من الضباط الإيرانيين، إضافة الى عشرات الجرحى، ردا على مقتل أميركي في هجوم صاروخي استهدف قاعدة أميركية شمال العراق.

رئيس الوزراء العراقي دعا المتظاهرين أمام السفارة الأميركية إلى المغادرة "فوراً"،  مشدداً على أن القوات الأمنية ستمنع "بشكل صارم أي تعدّ على السفارات الأجنبية".

رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم أكد على ضمان الحق في الاحتجاج السلمي وحرية التعبير عن الرأي، ودعا الأطراف كافة إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد وعدم الانجرار للفوضى، فيما أشارت مصادر مقربة من الزعيم مقتدى الصدر الى أن "تظاهرة السفارة الأميركية هدفها محاصرة الاحتجاجات العراقية المطالبة بخروج إيران من العراق".

وزير الخارجية مايك بومبيو اتصل بكل من رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي والرئيس العراقي برهم صالح، اللذين أكّدا ضمان أمن وسلامة الأميركيين والممتلكات الأميركية في بلادهم. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس في بيان "أوضح الوزير أن الولايات المتحدة ستحمي وتدافع عن الأميركيين الموجودين بالعراق لدعم سيادته واستقلاله. وأكّد عبد المهدي وصالح للوزير تحمّل مسؤوليتهما بجدية تجاه حماية وضمان أمن وسلامة الأفراد الأميركيين والممتلكات الأميركية".
كما أكد عبد المهدي وصالح لبومبيو أنهما يتحملان مسؤولية ضمان سلامة وأمن الأميركيين،

وكانت طائرات أميركية بثت نداءات طالبت بإخلاء محيط السفارة الأميركية، وأطلقت أقراص حرارية في محيط وسماء السفارة الأميركية، بدوره أعلن وزير الدفاع الأميركي عن إرسال قوات إضافية من مشاة البحرية لدعم الموجودين بالسفارة في بغداد، موضحاً أن عدد أفراد القوة سيكون صغيراً وأنهم سيرسلون من المنطقة.

صحيفة وول ستريت جورنال قالت في افتتاحيتها اليوم "أن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب التحضير للمزيد من الرد العسكري فيما إذا قررت إيران التصعيد مع الولايات المتحدة"،
واعتبرت الصحيفة ان الرد الأميركي باستهداف مليشيا كتائب حزب الله الشيعية في سوريا والعراق "خطوة لابد منها وكانت لازمة بعد الهجمات العديدة التي شهدتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة". وتأتي بعد تردد ترامب ورفضه استخدام القوة العسكرية للرد على الهجمات الإيرانية ما دفع قائد قوة القدس قاسم سليماني للاعتقاد بأنه يمكنه الإفلات من العقاب عبر شن المزيد من الهجمات التي تستهدف المصالح الاميركية. ورأت الصحيفة أن من واجب ترامب باعتباره قائد القوات المسلحة الأميركية الرد وحماية المصالح الاميركية؛ وبالتالي لا يمكنه تجاهل التصعيد الإيراني في الوقت الذي تكون فيه حياة القوات الأميركية على المحك.