Advertise here

طقس حكومي بارد... وجليد على طريق التأليف

30 كانون الأول 2019 04:55:00

فيما تحذّر مصلحة الأحوال الجوية اللبنانيين من تكوّن طبقات من الجليد على الطرقات الجبلية، يبدو أن هناك جليداً على طريق تأليف الحكومة، إذ إن الأمور لا تزال بحاجة إلى عناية في قيادة قطار التأليف لبلوغ تشكيل الحكومة الذي لا يبدو أنه سيكون قبل رأس السنة، على ما توحي به المعطيات المتوافرة راهناً.

وقد أكدت مصادر متابعة لمسار التأليف لجريدة "الأنباء" ان العقد لا تزال تقريباً نفسها في ظل تمسك طرفي الفريق الذي أوصل الرئيس المكلّف حسان دياب؛ بمقاربتيهما المختلفة لشكل ونوعية الحكومة.

وتشير المصادر الى أنه في ظل استمرار فريق رئيس الجمهورية بمحاولة لعب دور المقرر في ملف التأليف على شكلٍ يسعى من خلاله لإعادة تعويم نفسه بعد ما أصيب به من هجمات بسبب الانتفاضة الشعبية التي بدأت في 17 تشرين الأول، لا يزال الثنائي الشيعي على موقفه في ما يتعلق بضرورة أن يضم الفريق الوزاري شخصيات بخلفية سياسية؛ وأن تكون الحكومة حكومة انقاذ وطني، وإن لم تكن كل القوى السياسية مشاركة فيها؛ ولكن على الأقل أن تحظى برضى السواد الأعظم من الفرقاء السياسيين، وهو أمر يتطلب تحقيقه استمرار التواصل مع كل هذه القوى للوصول إلى تسمية شخصيات تعطي انطباعًا ايجابياً عن شكل الحكومة كي لا تكون كما يحاول البعض وصفها بحكومة اللون الواحد، لكون الثنائي الشيعي يرى ان المرحلة تتطلب توافقا وطنيا لإنقاذ البلاد.

أوساط متابعة لاتصالات الرئيس المكلّف أكدت بدورها عبر "الانباء" انه "لا يزال على الهمّة نفسها من في التواصل مع كل الاطراف، ويتبادل مع الفرقاء السياسيين الذين لم يسمونه بعض الافكار المتعلقة بكيفية تأمين توافق بالحد الأدنى يتيح لحكومته بالانطلاق بعد تشكيلها".

وقد توقف مراقبون عند مغادرة الرئيس سعد الحريري الى خارج البلاد ما يؤشر الى ان لا تطورات قبل عيد رأس السنة على ما يبدو، وفي الوقت نفسه نقلت مصادر قريبة من "تيار المستقبل" تأكيداً على موقف الحريري بأنه يبقي الأمور رهناً بما ستخرج به مساعي التأليف؛ وعليه يبني موقفه من الحكومة المقبلة، على الرغم من ان معلومات أفادت ان خيار الشارع هو احد وسائل الضغط التي قد يلجأ اليها الحريري في حال استدعى الأمر ذلك، لكن المراقبين أشاروا إلى أن ذلك اذا ما حصل يعني أخذ البلاد الى مزيد من التأزم، واستدراج ردة فعل من الثنائي الشيعي بطريقة مختلفة عما يتم التعامل فيه حتى اللحظة على قاعدة الحرص على التوافق وإشراك كل القوى السياسية بالاتصالات الجارية.

في غضون ذلك يشيع التيار الوطني الحر أن الاجواء إيجابية؛ ومسار التأليف بات في مراحله الأخيرة، وقد أشارت اوساط مطلعة على موقف "التيار" عبر "الأنباء" الى انه "يعمل على تسهيل مهمة الرئيس المكلّف تجاوبا مع رغبة رئيس الجمهورية بالاسراع بتشكيل الحكومة"، وأن "الامور ليست تشاؤمية".

وعما اذا كان مستعداً لاظهار ليونة في التأليف، لفتت الأوساط نفسها الى ان المهمة موكلة الى الرئيس المكلف لتدوير الزوايا بالتنسيق مع رئيس الجمهورية وهناك ثقة بالمساعي القائمة بغض النظر عن موضوع الاسماء.

وفيما رجّحت أوساط "الوطني الحر" أن تكون الحكومة قد تأجلت إلى ما بعد رأس السنة، علمت "الأنباء" انه من المتوقع أن يزور دياب رئيس الجمهورية في الساعات المقبلة حيث ستجري جوجلة للاتصالات الاخيرة وطرح حلول للعقبات التي لا تزال تؤخر ولادة الحكومة.