Advertise here

"ناشيونال انترست" تلخّص 40 عامًا من التدخل الأميركي في الشرق الأوسط

16 كانون الثاني 2019 10:43:00 - آخر تحديث: 16 كانون الثاني 2019 12:59:41

نشرت مجلة "ناشيونال انترست" مقالاً تطرّقت فيه إلى ما يجب أن نتعلّمه من التدخل الأميركي في الشرق الأوسط خلال 40 عامًا.

وقالت المجلّة إنّه مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الإنسحاب المفاجئ من سوريا، إضافةً الى سحب 7000 جندي من أفغانستان، فقد أثار غضب عدد من منتقدي سياسته غير الفعالة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وفي ملفات أخرى.

وبحسب المجلّة، يبدو أنّ سياسة الإدارة الأميركيّة في سوريا قد عادت إلى حالتها القديمة من الغموض السياسي والاستراتيجي، ففي الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة في إزالة بعض المعدّات من قاعدة في شمال سوريا، أخبر المستشار الأمني القومي جون بولتون المسؤولين الإسرائيليين أن الانسحاب الكامل سيكون مشروطًا.

وقد رأى العديد من المنتقدين أنّ الإنسحاب من سوريا سيكون خطأ لأنه سيمنح إيران وروسيا مكسبًا تكتيكيًا، إلا أنّ هذه الانتقادات غير دقيقة في تقييم الدروس التي تستخلص من أربعين عامًا من العمل العسكري الأميركي في منطقة الشرق الأوسط، بحسب المجلة التي أضافت أنّ وجود القوات الأميركية لا يمكن بالضرورة أن يشكل التوجه السياسي وينظّم المجتمعات في المنطقة، والعراق وأفغانستان مثالان واضحان على ذلك.  
 
ورأت المجلة أنّ الفكرة القائلة بأن الولايات المتحدة يمكن أن تستخدم سيطرتها على الشمال السوري للتأثير في مرحلة ما بعد الحرب وإبعاد إيران كانت دائمًا مفهومًا نظريًا ليس له مسار واضح للتنفيذ، لا سيما مع وجود دول لها مصالح حيويّة في سوريا مثل إيران وروسيا.

من جانبه، وصف الكاتب ديفيد سانجر في صحيفة "نيويورك تايمز" خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سوريا بـ"استراتيجية التراجع"، واعتبر أنّها قد تؤدي إلى الفوضى والإرهاب كما فعل الانسحاب الأميركي في العراق. 

أمّا إيلان غولدنبرغ وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية فأشار الى أنّ السياسة في الشرق الأوسط "هي أن تبقى ولكن بطريقة أكثر استدامة وأقل تكلفة"، وقال: "قد نحتاج إلى بضعة آلاف من الجنود في بعض مناطق الاضطرابات المختلفة في المنطقة مثل شمال شرق سوريا لسنوات قادمة. ولن يكون عملهم هو السعي للفوز، بل أهداف أخرى".
توازيًا، قال الجنرال المتقاعد من القوات البحرية جون ألين، وهو رئيس مؤسسة "بروكينغز" إن"الولايات المتحدة نشرت قواتها، بحسب الضرورة وحضرت لمواجهة تنظيم "داعش" وبقيت حتى هُزمت فكرة الخلافة."
 
وتطرّق جوست هيلترمان في مجلة "ذا أتلانتيك" الأميركية إلى ما يقال عن أنّ الولايات المتحدة "تدير ظهرها للأكراد وتتركهم تحت رحمة تركيا وسوريا"، موضحًا أنّ الأكراد كانوا يتفاوضون مع دمشق من أجل إعادة دمجهم، وتجنبوا الاشتباك مع القوات السورية طوال فترة النزاع، وإذا تمّ "إخضاع" الأكراد، فلن يكون ذلك نتيجة لأميركا، ولكن لأن القادة العسكريين الأميركيين قدموا وعودًا بدون دعم من البيت الأبيض. علمًا أنّ أميركا لا تزال تتمتع بوجود عسكري كبير في جميع أنحاء المنطقة ويمكنها مساعدة أولئك الذين سيقاتلون "داعش".

وترى "ناشيونال انترست" أنّ الولايات المتحدة لا تواجه تهديدات وجوديّة، لذلك يمكنها انتقاء الخيارات من ضمن مجموعة كبيرة، حول كيفية التعامل مع التحديات، وقد أبرزت سياستها في الشرق الأوسط أنّها لا تحتاج الى أن تبقي قوات في المناطق العربية. ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنّ السياسة الأميركية الأخيرة تجري بوتيرة متسارعة ويرى بعض المحللين أنها لو كانت متدرجة لكانت أسهل بالنسبة لحلفاء أميركا. كما أنّه من الصعب اليوم تحديد الإستراتيجية الأميركية في سوريا ومتى ستغادر قواتها البلاد فعليًا.

(ترجمة: جاد شاهين)