Advertise here

ما نحن بحاجه اليه اليوم

21 كانون الأول 2019 16:50:00 - آخر تحديث: 21 كانون الأول 2019 20:50:23

الأهم اليوم في حال لبنان هو بروز الحاجة الماسة إلى إرث كمال جنبلاط في قيادة حركةٍ وطنية مستقلة تهدف إلى إقامة وطنٍ ودولةٍ ذات مؤسّسات فعلية تَحكمُ ولا تُحكَم من الخارج. فما زال لبناننا، ومنذ عهد التأسيس، دولةً تمّ فيها تقاسم السلطة على قواعد مصلحية المحاصصة. حاول كمال جنبلاط في مشروعه الإصلاحي أن يتجاوزها إلى دولة الحقوق والواجبات، دولة القانون والمؤسّسات. وبعد غيابه الفاجع، ما زال اللبنانيون بحاجةٍ إلى ما طرحه من أفكار ومبادئ كطريقٍ لخلاصهم إذ لم يستجد جديد في الأحلام والطموحات. فالمشكلات عاصفةٌ بلبنان، وفاقمها التراكم حتى أضحت معضلات بلا حل. 

ولعل تغييبه منذ أعوام، وبعد رحيل تلك الحقبة السوداء، فهمَ اللبنانيون سبب غيابه، وذلك للاستئثار بلبنان، وحكمه وتجريده من النخبة الوطنية. فانظر إلى هذا الاغتيال على أنه إنهاءٌ لمرحلة الاعتراض والمقاومة، وبدء مرحلة التبعيّة والارتهان. 

ومع كل ذلك بقيَ هو المعلّم، والقائد السياسي، والمفكّر، والعارف، والمتصوف الطاهر. عند كمال جنبلاط الإنسان أولاً. فحاشا ثم حاشا أن يتحوّل مجرد فكرة.