Advertise here

ما بعد التكليف!

20 كانون الأول 2019 14:23:23

"المرحلة صعبة وحساسة ودقيقة". لطالما كان هذا الشعار مرفوعاً من قبل مختلف القوى السياسية لدرجة أنه فقد مضمونه عندما أصبح واقعاً حقيقياً. المرحلة الراهنة حتماً حساسة ودقيقة. لا بل مفصلية، وفي نهايتها قد يذهب البلد نحو الانهيار (وبعض تباشيره بدأت بالفعل)، فيما تتضاءل فوض الإنقاذ والتغيير الجدي.

المماطلة وخرق الدستور  في تأخير الاستشارات النيابية لنحو 50 يوماً في ظل هذه الظروف الصعبة غير مبرر وغير مقبول، ولو أنه صُنّف في إطار الحرص على التوافق! فالتسمية التي حصلت أخيراً لا تعكس التوافق، عدا عن أن التأخير المتمادي قضم من صلاحيات الرئيس المكلف بعد أن خاض رئيس الجمهورية في الأسابيع الماضية في لقاءاتٍ مع المرشحين المحتملين (قبل  رسو "الأصوات" على الدكتور حسان دياب)، وفي نقاشات مع بعض الأطراف السياسية حول هدية الحكومة وطبيعتها  وتركيبتها  وحتى عدد  وزرائها!

الآن، ما حصل قد حصل ووصلنا إلى هنا.

مع التقدير للرئيس حسان دياب وبمعزل عما سُرب حياله، (من الكتاب الفخم إلى ما عدا ذلك من التسريبات)، ولكن لبنان فوّت فرصة تكليف السفير نواف سلام المشهود له نظافة الكف وتجربته الديبلوماسية والاكاديمية والقضائية.

السؤال الكبير الآن: هل سينجح الرئيس المكلف حسان دياب في تشكيل حكومة تحظى بثقة ثلاثة جهات: الشارع والقوى السياسية المشكل منها البرلمان الذي يعود لها منح الثقة، والمجتمع الدولي الذي يعّول عليه لمساعدة لبنان للخروج من أزمته المتفاقمة (ولو أن بعض وصفات عدد  من مكونات هذا "المجتمع الدولي" مدمرة للاقتصاد والمجتمع ولكن أقله فيما يتعلق بمقررات مؤتمر "سيدر").

مهما يكن من أمر، الامتحان عسير، لا سيما بعد خلط الأوراق السياسية الداخلية التي عكست نفسها في طريقة تصويب بعض الكتل، او إقتناعها عن التصويت. وقد ساهم هذا الاداء عملياً في إبعاد الرئيس سعد الحريري عن رئاسة الحكومة.

صحيح أن دياب نفى بعد أقل من ساعة على تكليفه أنه بصدد تأليف حكمة "مواجهة"، ولكن السلوكيات التي سبقت التكليف، وهوية المصوتين لم تؤشر إلى ذلك ولو أنه لم يرغب به أو لا يرغب به!

حبذا لو أن إجتياز عقدة التكليف كان تقنياً بفتح الباب أمام انفراج التأليف ولكن يبدو أن العكس صحيح!