Advertise here

"التقدمي" من الناس وإليهم يعود... ولهذا سمّى نواف سلام

20 كانون الأول 2019 17:05:00 - آخر تحديث: 20 كانون الأول 2019 17:28:13

لأنه حزب كمال جنبلاط، فهو يدرك دوماً بأن الاحزاب من الناس وإلى الناس تعود. لا يتخلى الحزب التقدمي الإشتراكي عن ثوابته، هو الذي يعبّر عن خيار الناس وإن كان "خاسراً" في معادلة المحاصصات والتسويات. الخسارة هنا تبقى مكسباً، حيث يربح الإنسان ذاته، ولا تعنيه خسارة "الحسابات المؤقتة" والإنتصارات الوهمية. يبقى طعم الإنتصار في تعبير المرء عن خياره وعن ناسه ومطالبهم، لا في تسجيل النقاط عليهم، لأن ذلك لا يعدو إلا خسارة تتلو الخسارة ولو بعد حين.

ليست المرة الأولى التي يُكرّم فيها وليد جنبلاط عند الإمتحان. إمتحان الناس بمطالبهم، هواجسهم، تطلعاتهم، إنتفاضتهم، فعبّر بكل أريحية عن خياراتهم، بتغريدته، التي لا تخلو من الإنتقاد اللاذع، كما عبّر عن ذلك اللقاء الديمقراطي في الإستشارات النيابية، سواء بتسمية نواف سلام الإسم المطلوب من قبل المتظاهرين والشخص الكفوء المعروف بتاريخه، أو بالموقف الذي أطلقه النائب تيمور جنبلاط حول وجوب المسارعة للإقلاع عن الحسابات الضيقة والإهتمام بمطالب الناس والعمل على معالجتها سريعاً.

وهنا الفارق الأساسي بين القوى التي تتماهى مع الناس وخياراتها، فتقدمها على حساباتها المصلحية والشخصية والسياسية، تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى موقف الحزب التقدمي الإشتراكي الذي تعاطى بكل مسؤولية مع هذا الإستحقاق، مقابل قوى أخرى سمحت بتجاوز الميثاقية بسبب عدم ثباتها على موقف، فسمحت بالتلاعب في ساحتها وداخل بيتها نزولاً عند حسابات غير مفهومة أو معلنة. ومقابل أيضاً، جشع قوى سياسية أخرى تريد السيطرة على كل شيء، وجلّ ما كانت تبحث به التعالي على مطالب اللبنانيين والتنكر لتطلعاتهم، وهؤلاء ممن عطلوا إستحقاقات وأسروا البلاد والعباد كرمى لمصالحهم وطموحاتهم وحساباتهم الشخصية، وها هم أعادوا الكرة مجدداً، موقعين أنفسهم في نتائج أعمالهم وطروحاتهم، فتارة يطرحون معادلة القوي في بيئته، وينقضونها عندما تتناقض مع مصلحتهم، وطوراً يدّعون مصادرة خطاب الناس أو التماهي معه لكنهم في لحظة الحقيقة يلجأون إلى الإنقلاب ونكران أقوالهم قبل صياح الديك.

وفق هذه الحفلة، تكلّف حسان دياب تشكيل الحكومة، وقد يظن هؤلاء أنفسهم رابحين، ولكنهم ما كانوا إلا أنفسهم وشعبهم يظلمون، أما الحزب التقدمي الإشتراكي فمكانه بين الناس، خلفهم في خياراتهم، وأمامهم في مواجهة ما يتهددهم.