Advertise here

الصحافة العالمية تسلط الضوء على دعم "حزب الله" لدياب: المساعدات الغربية بخطر

20 كانون الأول 2019 00:16:22

بعد تكليف وزير التربية والتعليم العالي في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، والأستاذ الجامعي حسان دياب لتشكيل حكومة جديدة، علّقت الصحف العالميّة على تسميته، حيث تقاطعت الآراء حول الدعم الأساسي الذي ناله من "حزب الله" وحلفائه، وأنّه لم يحظَ بدعم كتلة سنية وازنة في بلد مقسّم طائفيًا، وأنه من الصعب أن ينال ثقة المتظاهرين. إضافةً إلى أنّ الصحف تطرّقت إلى صعوبة الدعم الدولي والمالي لحكومة "يهيمن عليها حزب الله" في وقت يقع لبنان على شفير الإنهيار المالي والإقتصادي، واستبعدت الآراء الغربية احتمال تشكيل حكومة بشكل سهل لا سيما مع نية "تيار المستقبل" عدم المشاركة فيها.

بدءًا من صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية التي نشرت مقالاً بعنوان "من هو حسان دياب، رئيس الحكومة الجديد الذي سيخلف الحريري؟"، أشارت فيه إلى أنه أستاذ جامعي ووزير التربية السابقة، الذي تلقى دعمًا من "حزب الله" لتشكيل الحكومة في بلد يعاني من أزمة اقتصادية ويشهد احتجاجات شعبية غير مسبوقة. 

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن محللين قولهم إنّ تعيين دياب كرئيس للوزراء يمكن أن يؤجج التوترات في لبنان. وذكّرت بأنّ دياب كان وزيرًا للتربية في حكومة سيطر عليها "حزب الله" وحلفاؤه عام 2011، بعد إسقاط حكومة الحريري آنذاك. 

وأضافت "لو فيغارو" أنّ النظام السياسي في لبنان مبني على أساس التعددية وضمان التوازن بين المجتمعات الدينية المختلفة مع رئيس وزراء سني مدعوم بالمبدأ من القادة الرئيسيين في مجتمعه، إلا أنّ الكثير من هؤلاء من بينهم الرئيس الحريري و"تيار المستقبل" لم يدعموا دياب، الذي دعمه "حزب الله" وحلفاؤه بالمقابل.

وتطرقت الصحيفة الفرنسية إلى ما أعلنه مسؤولون في "تيار المستقبل" عن نيتهم عدم المشاركة في الحكومة المقبلة، ما يثير مخاوف بشأن ظهور خلاف يمكن أن يعقد تنفيذ الإصلاحات التي طالب بها المتظاهرون والمجتمع الدولي، ما يعني أن مهمة دياب ستكون صعبة.

وختمت الصحيفة المقال بالتذكير بأنّ المجتمع الدولي رهن تقديم أي مساعدات مالية جديدة للبنان بشرط إنشاء حكومة تنفذ إصلاحات، إلا أنّ الحكومة التي يهيمن عليها "حزب الله" ستكون هدفًا للعقوبات الأميركية، ما يجعل الوصول إلى هذه المساعدات صعبًا. ولفتت "لو فيغارو" إلى أنّ البنك الدولي خلص إلى أنّ الركود وصل إلى -0,2%  عام 2019، فيما فقدت الليرة اللبنانية 30? من قيمتها في السوق السوداء.

 توازيًا، عنونت صحيفة "لو موند" الفرنسية خبرها عن تكليف دياب بأنّه "مدعوم من "حزب الله"، فيما أشارت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية إلى أنّ دياب "أكاديمي حظي بدعم مجموعة مدعومة من إيران لإنهاء الجمود السياسي"، وأضافت أنّه مُكلّف بتشكيل حكومة مهمتها معالجة أسوأ اضطرابات اقتصادية تضرب لبنان منذ عقود، إضافةً إلى تلبية مطالب أكبر حركة احتجاجية منذ 14 عامًا. وتابعت "الفايننشال تايمز" أنّ نظام الحكم الطائفي في لبنان يقضي بأن يشغل مسلم سني منصب رئيس الوزراء، لكنّ العديد من النواب السنة امتنعوا عن التصويت أو دعموا مرشحين آخرين، كذلك لم يتلق حسان دياب دعمًا من "تيار المستقبل" السني الذي يرأسه الحريري  أو من "القوات اللبنانية" التي تعدّ كتلة مسيحية وازنة. وحصل بالمقابل على دعم "حزب الله" وحلفائه من بينهم "التيار الوطني الحر".

وذكّرت الصحيفة البريطانية بأنّ لبنان من أكثر الدول مديونية في العالم، وكان الحريري قد طلب المساعدة في هذا الشأن من حلفائه الدوليين وباشر محادثات مع صندوق النقد الدولي، والمعلومات الواردة هي أنّ دول الخليج والولايات المتحدة ستتردد بتقديم مساعدة لأي حكومة تضمّ "حزب الله" المموّل من إيران.

كذلك عنونت صحيفة "لو بوان" الفرنسية خبرها عن التكليف بـ"حسان دياب المدعوم من حزب الله مكلّف كرئيس حكومة"، وأضافت أنّ لبنان على شفير الهاوية من الناحية الاقتصادية والمالية ويشهد حركة احتجاجات غير مسبوقة.

من جانبها، نشرت وكالة "بلومبيرغ" مقالاً أعدّه الخبير والباحث المقيم بمعهد الخليج العربي في واشنطن حسين آيبيش، رأى فيه أنّ الفوضى في لبنان لن تنتهي بتسمية رئيس حكومة جديد، بعد حوالى شهرين من استقالة الرئيس سعد الحريري، لأنه "من غير المرجح أن يرضي دياب المدعوم من حزب الله المتظاهرين الذين يريدون تغيير النظام السياسي".

وأضاف الكاتب أنّه من المستبعد أن يحظى دياب الذي دعمه الثنائي الشيعي بثقة من قبل المتظاهرين، خصوصًا بعد الاحتجاجات الغاضبة التي نظّمها مناصرو الثنائي، وعاد حينها شبح الصراع الطائفي إلى الضوء. وأشار الكاتب إلى أنّ "حزب الله" وحلفاءه من بينهم وزير الخارجية جبران باسيل كانوا رفضوا مطالب المحتجين بتشكيل حكومة تكنوقراط. وفي محاولة لإبقاء النظام القديم، حاول الرئيس ميشال عون ومعه باسيل إقناع الحريري بالبقاء، لكنّه رفض. كما استبعد الكاتب أن يكون دياب هو عامل التغيير الذي يحتاجه لبنان، ولهذا فالمتظاهرون لن يتراجعوا، ويجب أن تستعد بيروت لمزيد من العنف.

في السياق نفسه، أشارت شبكة "BBC" إلى أنّ دياب كُلّف تشكيل الحكومة بعدما سمّاه "حزب الله" وحلفاؤه، ولفتت إلى أنّ دياب لم يتمكّن من الحصول على دعم كتلة سنية رئيسية، ما قد يجعل من الصعب تشكيل حكومة جديدة وتأمين المساعدات الغربية.