وسائل للتواصل أم للتحامل؟!

16 كانون الأول 2019 12:37:31

في معظم بلدان العالم يُستخدم كل جديد بمسؤولية وبهدف الخير العام، إلا في مجتمعاتنا التي تميل في غالبيتها إلى السلبية والفوضى ومخالفة القوانين والأعراف والمنطق، وإلى استغلال ما تيسر لها من أمور جديدة لإشباع اهوائها في كل ميادين الحياة.

في زمن التطور التكنولوجي وسرعة التواصل، ها هو بعض مَن في مجتمعاتنا يحوّل وسائل التواصل الاجتماعي إلى وسائل للتحامل الجَماعي، البعض بسوء نية، والبعض الآخر لجهل او عدم إدراك لمخاطر ما يقوم به.

ينشط الكثير من الأشخاص ومن يقف خلفهم بفبركة معلومات وترويجها على وسائل التواصل، أو بتحريف أخرى. ثم نجد من يتلقف هذه الأخبار والمعلومات ويبني عليها موقفاً شخصيًا، فيقوم هو الآخر بإعادة توجيهها أو نشرها، بدون التحقق من صدقيتها.

فقد بات كل ناشط على هذه الوسائل يحسب نفسه صحافياً يسعى إلى سبق صحفي، وهو بذلك غير مدرك للضرر الذي يسببه عن قصد أو عن غير قصد، فيما مفبرك المعلومة يضحك بسره أنه وجد من يساعده في تعميم اضاليله.

إن كل ما يكتب وينشر على وسائل التواصل، يستدعي من المرء ان يكون على قدر كبير من المسؤولية، وأن لا يساهم في نشر اي معلومة، إن لم يكن متأكدًا منها ومن مصدرها، حتى ولو كان بنية اطلاع اصدقائه على ما ينشر هنا وهناك.

إن استخدام مجموعات التواصل الاجتماعي بغير مسؤولية خطير جدا، خاصة عندما نكون مساهمين في نشر الفوضى، أو في كل ما من شأنه أن يسمم العقول، ونكون بذلك كمن يقدم خدمة مجانية لمفبركي الاضاليل والأكاذيب.