منذ 17 تشرين الاول واندلاع الحراك الشعبي في لبنان، لم تُسجّل إندفاعة أميركية باتجاه لبنان تشبه ما يحصل في الأيام القليلة الماضية، في ظل معلومات بدأت ترشح من مصادر دبلوماسية عن اهتمام أميركي كبير بالتطورات على الساحة اللبنانية، التي يتابعها وزير الخارجية مايك بومبيو بشكل تفصيلي.

وقد عبّر بومبيو بموقف لافت، أمس، عن ما وصفه ب "وقوف واشنطن إلى جانب الشعب اللبناني في مكافحة الفساد والإرهاب"، إلا أن هذا التصريح جاء بعد ساعات من فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على رجال أعمال وشركات لبنانية على صلة بحزب الله، معلنةً "مواصلة استخدام كل الوسائل المتاحة لمواجهة تهديدات حزب الله". 

ويبدو واضحاً أن الولايات المتحدة ستواصل ضغطها على حزب الله، وقد عقّب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر على العقوبات بالقول إن "حزب الله يعتمد على التمويل الخارجي وغسل الأموال، وحزب الله سبب مشاكل اقتصادية للبنان"، وهنا لا بد من الاشارة الى ان شينكر مثّل واشنطن في مؤتمر الدعم الدولي للبنان في باريس وموقفه ربما يعكس الصورة بشكل واضح كما يراها الأميركي، خاصة وأن معلومات حصلت عليها "الانباء" تجزم بأن الولايات المتحدة لن تشترط الكثير لتقديم مساعدات مالية للبنان، في وقت تفاقم فيه العقوبات التي تفرضها الوضع المالي المتدهور ".

وفي هذا السياق سيصل نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل الى بيروت خلال أيام، حيث سيلتقي عددا من المسؤولين اللبنانيين، في مهمة وصفتها مصادر مطلعة عبر "الأنباء" بالاستطلاعية ليس الا، ولن يكون في جعبة هيل أي وصفات أو حلول، وإن أقصى ما يمكن أن يقدمه هو تحذيرات لن تختلف عن تلك التي أبلغتها الدول المانحة في مؤتمر باريس للوفد اللبناني.