Advertise here

باسيل يضع الحريري بمواجهة الشارع..  فهل من بنك أهداف؟

13 كانون الأول 2019 12:23:33

تستمر حرب المناورات بين القوى السياسية. وتزداد معها حفلة المزايدات. ما كشفته الأنباء قبل يومين عن استعداد رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل لعدم المشاركة في الحكومة والإنتقال إلى المعارضة، أعلنه الرجل بالأمس. يعلم باسيل أن خطوته لن تسهّل تشكيل الحكومة بل ستصعب المهمة على الرئيس سعد الحريري، بمعزل عن الإستشارات يوم الإثنين، والتي إذا ما حصلت، سيسمى الحريري لتأليف الحكومة الجديدة، لكن من غير الواضح بعد كيف ستنتهي عملية التأليف ولا سيما أن المسار سيكون طويلاً. 

قدّم باسيل أكثر من موقف بمجرد إعلانه الإنتقال إلى صفوف المعارضة. فهو لن يتنازل عن حصته، بل إن تمسكه بالميثاقية يعني أن الوزراء الذين كانوا من حصة التيار الوطني الحرّ سيصبحون من حصة رئيس الجمهورية، وهذا يعني أن لا شيء سيتغير. ولكن أيضاً عندما تحدث باسيل عن الميثاقية، هو قصد استهداف حزب الله وحركة أمل، أي حلفاءه، وكأنه يتوجه إليهم بالقول: "هل تقبلون أن تشاركوا في حكومة يترأسها الحريري بذريعة الميثاقية، ويكون الطرف المسيحي الأكبر خارجها؟". هذه هي المعادلة يطرحها باسيل لتطويق الحريري ولإحراج حزب الله، ما يعني إطالة أمد تشكيل الحكومة، ريثما يتوصل الحزب إلى تسوية مع الحريري تعيد التيار الوطني الحرّ إلى الحكومة.
 

ويعزز باسيل موقفه مستنداً إلى موقع رئيس الجمهورية الذي بالتأكيد لن يوقّع على حكومة لا ترضيه، وهو حتى الآن لا يزال يرفع الفيتو بوجه الحريري رئيساً لحكومة لاتضم جبران باسيل. ما يعني أن الأمور ستكون بحاجة إلى المزيد من المشاورات والإتصالات، وسط إستمرار حرب المزايدات والإدعاءات من قبل باسيل، الذي اعتبر نفسه أنه المضحي الوحيد في سبيل البلاد، بينما كل خطواته لا تصب في خانة التضحية، بقدر ما هي تهدف إلى العرقلة مجدداً، وإثبات أنه لا يمكن إتخاذ أي قرار بمعزل عنه.

 
وبالتأكيد أن باسيل أراد بخطوته هذه، أن يضع الحريري في مواجهة مباشرة مع الشارع، على قاعدة أن باسيل الذي نال أكبر كمّ من الإنتقادات من المتظاهرين، قد أعلن عزوفه مع تياره على المشاركة بالحكومة، مقابل إظهار الحريري بأنه المتمسك الوحيد بمنصبه ولا يريد أن يتخلى عن كرسي رئاسة الحكومة، ما يعني أن المتظاهرين سيستهدفونه لمنع وصوله إلى الرئاسة، وليس بعيداً، أن يشارك باسيل وتياره وحلفاؤهم من سنة قوى الثامن من آذار بتحركات شعبية في مختلف المناطق ضد الحريري وتكليفه برئاسة الحكومة، تحت شعارات "الإنتفاضة". كما أن باسيل وضع بنك أهداف سياسية للتحركات التي سيقوم بها تياره في الشارع، كما هو الحال بالنسبة إلى التظاهر للمطالبة بتخفيض أسعار الميدل إيست، وللتصويب على الفساد في المطار، وهنا غاية باسيل السياسية معروفة منذ زمن، إذ يطالب بإقالة محمد الحوت وتعيين بديل عنه، ما يعني تحويل وجهة التحركات إلى ما يخدم مصلحة باسيل على المدى القصير والطويل.