Advertise here

هل تمهّد صفقة التبادل لحوار إيراني أميركي جديد؟

13 كانون الأول 2019 06:00:00 - آخر تحديث: 13 كانون الأول 2019 08:46:38

أسئلة عديدة تطرح نفسها حول ما يجري في خطوط الاتصال الخلفية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية عبر سلطنة عمان والحكومة السويسرية، (التي تتابع المصالح الأميركية مع إيران منذ أزمة السفارة الأميركية والقطيعة بين البلدين عام 1980)، والتي ظهرت نتائجها المباشرة في صفقة تبادل السجناء المفاجئة بين طهران وواشنطن، والتي قضت بالإفراج عن العالم الإيراني مسعود سليماني الذي كان مسجونًا في أميركا، والباحث الأميركي من أصل صيني شيوي وانغ المسجون في إيران، إضافة الى توقيع عدد من اتفاقيات التعاون التجارية بين مسقط وطهران، والتي بادلتها واشنطن بسياسة "غض النظر" عن ليلة قمع التظاهرات الشعبية التي شهدتها إيرلن، وتحدثت تقارير لمنظمة العفو الدولية واصفو اياها بأنها عملية عسكرية مروعة، لم يسبق أن شهدتها بلاد فارس منذ سقوط حكم الشاه، والتي أودت الى سقوط المئات من القتلى والالاف من الجرحى والمعتقلين.

وقد اكتفت واشنطن ببيان خجول يستنكر اعمال العنف في التعامل مع المتظاهرين وقطع الانترنت عن البلاد، فيما غرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر تويتر مرحّبا باستعداد إيران للحوار مع واشنطن ، واصفا عملية تبادل السجناء بـ"الإنجاز".

في هذا السياق رأت مصادر دبلوماسية متابعة للمسار الأميركي – الإيراني لـ "الأنباء"، "ان العقوبات الأميركية بدأت تحقق نتائجها داخل النظام الإيراني، وعلى أضلعه المتمددة في العراق ولبنان واليمن، حيث تشهد تلك الدول تحولاً جذرياً في موازين القوى الداخلية لصالح شعوب تلك الدول وقواها الوطنية، على حساب محور الممانعة والتمدد الإيراني فيها"، وربطت المصادر بين تلك التحولات وبين توقيت إعلان وزيري خارجية اميركا وروسيا، بومبيو ولافروف، عن مضمون الاتفاق حول سوريا والذي يتضمن "تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 ومحاربة الإرهاب وإنهاء النفوذ الإيراني"، مؤكدة أن الحوار بين واشنطن وطهران لن يكون على حساب مصالح وشعوب دول المنطقة واستقرارها، كما حصل عام 2008، وأعربت المصادر عن اعتقادها أن "إيران قد تعيد حساباتها وتضحي مؤقتاً بتمدد نفوذها الإقليمي على حساب التمسك بقوتها الصاروخية الردعية والهجومية، وبرنامجها النووية".  

وفيما تصر ايران على رفع العقوبات الأميركية كشرط للدخول في مفاوضات جديدة، رأت المصادر أنه وبالرغم من الواقع الاقتصادي والمالي الخطير الذي تمر به طهران، فإن الرسائل الأميركية وصلت الى طهران، ومفادها أن واشنطن لا تريد تغيير النظام، إنما وقف التمدد الإيراني في دول المنطقة، والامتناع عن التدخل في شؤونها، وزعزعت استقرارها، والتوقف عن تطوير منظومة الصواريخ البالستية، والحد من تطوير البرنامج النووي، فهل تتجاوب ايران مع تلك الشروط، ويبدأ التفاوض الفعلي بين الجانبين؟