Advertise here

هكذا انتهت عهود سابقة... فكيف سينتهي العهد الحالي؟

12 كانون الأول 2019 08:58:00 - آخر تحديث: 04 أيلول 2020 15:33:11

عندما كان لبنان يُواجه في الماضي ما يُواجهه اليوم من أزمات، كان رئيس الجمهوريّة يلجأ إلى حقّه الدستوريّ في تسمية رئيس الحكومة وتعيين الوزراء ليحول دون حصول فراغ قاتل يشلّ عمل كلّ المؤسّسات إذا ما تعرقل انتخاب رئيس جديد أو تعذّر تشكيل حكومة بسبب التجاذبات السياسيّة والطائفيّة. لكنّ رئيس الجمهوريّة اليوم فقد هذا الحقّ بعد "اتفاق الطائف" وباتت تسمية رئيس الحكومة خاضعة لاستشارات نيابيّة مُلزمة يصعب بعدها أحياناً الاتفاق على تشكيل حكومة كما هي الحال الآن. وهذا يطرح سؤالاً مُهمّاً ولو قبل أوانه بوقت طويل: كيف سينتهي عهد الرئيس عون؟ هل بحكومة تصريف أعمال ولا عمل لديها تصرِّفه سوى الاهتمام بالصرف الصحّي... أم ينتهي بفراغ شامل وقاتل بسبب الانهيار الاقتصادي والمالي وبتشكيل حكومة جديدة؟

إنّ عهد الرئيس الشيخ بشارة الخوري انتهى باستقالته تحت ضغط الشارع، فسلّم السلطة إلى قائد الجيش آنذاك اللواء فؤاد شهاب الذي شكّل حكومة برئاسته مؤلّفة من الوزيرين: ناظم عكّاري وباسيل طراد أشرفت على انتخاب رئيس للجمهوريّة هو الرئيس كميل شمعون الذي انتهى عهده بأحداث 1958 التي أتت باللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهوريّة وقد انتهى عهده بتأليف حكومة برئاسة حسين العويني التي أشرفت على إجراء انتخابات عام 1960. وقبل انتهاء ولاية الرئيس شارل حلو تألّفت حكومة أقطاب رباعيّة برئاسة عبدالله اليافي ومن الوزراء: حسين العويني وبيار الجميّل وريمون إدّه، وقد استقالت لخلاف بين أعضائها حول كيفيّة التصدّي لدخول فلسطينيّين مُسلّحين إلى منطقة العرقوب. فخلفتها حكومة برئاسة رشيد كرامي (من 12 كانون الثاني 1969 إلى تشرين الثاني 1969) وخلفتها حكومة برئاسة كرامي أيضاً وقد تألّفت على أساس تنفيذ "اتفاق القاهرة"، وقد اشترك فيها من وافق على ذاك الاتفاق ولم يشارك فيها من لم يُوافق عليه مُشترطاً الإطّلاع على مضمونه وكان على رأسهم العميد الراحل ريمون إدّه. وقد برّرت تلك الحكومة في بيانها الوزاري أسباب إبقاء الاتفاق سريّاً بالقول: “إن طبيعة هذا الاتفاق تفرض بقاءه سريّاً في الظروف الراهنة إلّا أنّنا سنعمل في الوقت المناسبة على اطلاع المجلس ولجانه المُختصّة على مضمونه. وانتهى عهد الرئيس سليمان فرنجية بتأليف حكومة برئاسة رشيد كرامي بعد تأليف حكومة برئاسة العميد الأوّل المتقاعد نور الدين الرفاعي فلم تعش سوى شهرين تقريباً (من 13 أيار 1975 إلى أوّل تموز 1975) ولم تتقدّم ببيان وزاري إلى مجلس النوّاب. وانتهى عهد الرئيس الياس سركيس بحكومة ترأّسها شفيق الوزان (من تشرين الأوّل 1980 إلى تشرين الأول 1982) وجاء في بيانها الوزاري: “إن الأحداث التي جرت في لبنان مُرتبطة بعوامل خارجيّة مُتعدّدة أبرزها الصراع العربي – الإسرائيلي وانعكاسه على لبنان وإلى خلافات داخليّة وانقسام اللبنانيّين ما أسهم في تفاقم الأزمة، وقبل ساعات من انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل الدستوريّة وتعذُّر تأليف حكومة تُشرف على انتخاب رئيس للجمهوريّة وسط أجواء الانقسام السياسي الحاد، ما اضطرّ الرئيس الجميل إلى تسليم السلطة لحكومة عسكريّة برئاسة العماد ميشال عون قائد الجيش آنذاك وقد شُكّلت من أعضاء المجلس العسكري. وانتهى عهد الرئيس اميل لحود باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبانتفاضة شعبيّة عرفت بـ"ثورة الأرز" وقد أخرجت القوّات السوريّة واستقالت حكومة عمر كرامي من مجلس النوّاب. ودخلت البلاد في أزمة انتخابات رئاسيّة وحكوميّة ونيابيّة ولم تخرج منها إلّا بعقد مؤتمر من الدوحة تمّ الاتفاق فيه على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهوريّة، وعلى تأليف حكومة وفاق وطني وإجراء انتخابات نيابيّة.

والسؤال المطروح الآن كيف سينتهي عهد الرئيس عون وهل ستُواجه البلاد أزمة لا خروج منها إلّا بعقد مؤتمر في دولة ما؟