Advertise here

عودوا الى الأرض... والى لبنان الخير

11 كانون الأول 2019 22:37:46

لبنان كما اعتدنا عليه الوطن الأخضر، لبناننا الذي عاش فيه الأجداد منعمين بمناخه اللطيف واخضرار ارضه المنعشة للنفس وعطائها اللامتناهي، انظروا الآن، أهذا هو لبنان الماضي؟أهذا هو وطننا الاخضر؟ 
لا هذا ليس وطني، فيا ليتك تعود يا لبنان حالماً مزهراً مشرقاً خيراً وعدلاً وعطاءً واخضراراً. 
فمن تراها تكون تلك اليد السحريّة التي تعيد الحياة الى الأرض غير يد فلاح طيّب؟

للفلاح الآف المعاني وحياته تحمل الخير للدنيا بأسرها وتدفع عن الناس وجع الحرمان وتعب الفاقة والفقر والاحتياج، فالفلاح هو الجندي الذي جعل سلاحه في الحياة استنباتا للارض نفسها واخراجا لكنوزها. والاعظم، انه يعزف من ريح المعاناة تلك انشودة بالغة العذوبة، فيعيش أسعد من ملك على عرشه، يشرب الطيبة من ارضه، يتعلم الكرم والجود من ثمارها، ومن ترابها التواضع والمسامحة، البركة وصفاء الروح فيرتبط بها ارتباط الام بإبنها وبدورها تبوح له بأسرارها هو الصديق الوحيد لها يعرف اسرارها يترجم لغاتها، يشفي احزانها.
ان الفلاح تنفخ روحه في كل ما تصنعه يده، فانظروا الى الاجداد في القدم "فلاح مكفي" يعيش من بركة الأرض وخيرها الحلال يتبادلون الرزق بالرزق "عطيني قمح وخوذ زيت". 
وأسفاه على أيامنا هذه التي هجرنا بها بعيداً عن هذه القيمة السامية، اهملناها تكبّراً واستعلاءً عن بركة الفلاح وعمله من أجل روح الارض وتجددها. 
 فالريح لا تخاطب السنديانة العتيّة بلغة أعذب من تلك التي تخاطب بها أصغر وريقة من العشب.

ومع كل ضربة معول تنشق حكمة من الارض، فعودوا الى الزراعة والارض المباركة التي لا مفر من الرجوع اليها لانها مصدر الخير الذي لا ينضب والعطاء اللامتناهي، فكم نحن بحاجة للعودة الى ذالك الزمن الماضي البعيد بنظر شباب عصرنا لتعود الحياة الى الارض ويعود لبناننا اخضر كما اعتادت عليه الاجيال!

(*) نانسي صالح العسل