Advertise here

اشتعلت بين "التيار" و"أمل"... فأين حزب الله من حليفيه؟

15 كانون الثاني 2019 08:15:00 - آخر تحديث: 15 كانون الثاني 2019 12:42:21

لا تليق عبارة "لا يُفسِد في الودّ قضيّة" بالتيار الوطني الحرّ وحركة أمل، فالودُّ أصلًا مفقودٌ ومفسود، والقضيّة تتنوّع مرّة في خلوة مغلقة يتسرّب منها ما يشعل البلد ومرةً في الملأ.

ليست علاقة البرتقاليين بأبناء حركة أمل على ما يُرام. لم تكن يومًا كذلك فما الجديدُ على هذا المستوى؟

لم تشتعل الأمور هذه المرة جرّاء كلامٍ مسرَّب على لسان رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، بل بسبب كلام قاله باسيل في الملأ معلنًا من خلاله أنه لا يعرف سوى 6 شباط واحد، ليأتيه الردّ من عضو كتلة التنمية والتحرير علي بزّي ومفاده أن باسيل ليس ابن المقاومة ليفهم ماهية شباط، وأنه لولا 6 شباط لم يكن لجبران باسيل أو غيره القدرة على التواجد في الحكم". كلامٌ قرأه العونيون إسقاطًا صريحًا على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واستفزازًا له ولموقعه. هذه القراءة سبقتها قراءةٌ أخرى لأبناء حركة أمل رأت في كلّ ما يقوم به قصر بعبدا بالتعاون مع رئيس الحكومة المكلّف بشأن القمة الاقتصادية استفزازًا هو الآخر. فالمضي في قمةٍ تحضرها ليبيا رغم اعتراض الرئيس نبيه بري يُفسد في الودّ قضية وأكثر. ولعلّ أولى ترجمات هذا الاعتراض إسقاط العلم الليبي من بيروت بعدما اعتبره أنصار حركة أمل استفزازًا لهم.

ليست الحكاية في رفع علم أو إسقاط آخر في بلدٍ يزحف اقتصادُه مستغيثًا، بل في إصلاح ذات البين بعدما ملّ حزب الله جمع تلك الجرّة المتصدّعة لا بل المتناثرة أجزاؤها في كلّ مكان. في المرة الأولى، تدخّل حزب الله على مستوى رفيع ليهدّئ رئيسُ البلاد الأمور بينه وبين رئيس المجلس النيابي، وهو ما أفلح فيه الحزب في غضون أسابيعَ، إلى أن زار باسيل عين التينة وظنّ الجميع أن الصفحة طُوِيت، ولكن ما لم يدارِه الحزب إنما يكمن في حقيقة مرّة مفادُها أن الحرب بين العونيين وأنصار حركة أمل لا يمكن أن تنتهي يومًا، وأنّ لولا وجود حزب الله ليلتقط العصا من وسطها لنشبت معركةٌ مدمّرة بسبب هذين الفريقين المتنازعين على صغريات التفاصيل. وفي هذا المجال، يجد أبناء التيار الوطني الحرّ أن الرئيس بري يغالي في ضرب صلاحيات رئاسة الجمهورية عرض الحائط ويحاول الالتفاف عليها في كلّ مناسبة وعند كلّ قرار، فيما يجد أبناء حركة أمل أن الوزير جبران باسيل يتمادى في التلاعب بمصير البلاد كرمى حلمه المستقبلي: رئاسة الجمهورية.

في المحصّلة، يقف حزب الله عاجزًا في غمرة ملفاتٍ خارجية تشغل باله، من الحدود الجنوبية إلى الداخل السوري، ليجد حليفيه "يتناقران" مجدّدًا بلا هوادة، وليس في الساحة إلّاه ليعيد الأمور إلى نصابها، خصوصًا أن مثل هذه الخلافات من شأنها أن تزيد طينة التشكيل بلّة وتغرق البلاد في مزيدٍ من الطامات والكلوم.