Advertise here

هل سيعلن باسيل عدم المشاركة في تشكيل الحكومة؟

11 كانون الأول 2019 13:23:43

تستمر حفلة المزايدات بين القوى السياسية، ويستمر معها تقاذف المسؤوليات والإتهامات. طوال الأيام الماضية كانت أجنحة أركان التسوية تتصارع على كيفية تحصين موقعها وتحسين مكاسبها وتطالب بالمزيد من مقاعد "الجنة الحكومية". بينما اليوم بدأت حفلة مزايدات معاكسة، بحيث يتبارز بعض الأفرقاء في حملات دعائية حول من يخرج قبل الآخر من المركب. خصوصاً مع حملة دعائية كبرى بدأها التيار الوطني الحرّ بعد ظهر الثلاثاء، ارتكزت على إشاعة أجواء بأن موقفاً هاماً سيتخذه تكتل لبنان القوي في إجتماع سيعقده الأربعاء أو الخميس.

وبحسب ما تفيد مصادر متابعة فإن التيار الوطني الحرّ وبعد إجتماعه الأخير والموقف الذي أطلقه الوزير جبران باسيل بأن المناصب لا تعنيه وقد لا يتمثل في الحكومة، سيتخذ قراراً مماثلاً في إجتماع التكتل المقبل، ليعلن أنه لن يشارك في الحكومة الجديدة، بل سينتقل إلى صفوف المعارضة، يأتي موقف التيار الوطني الحرّ هذا، بعد موقف أطلقه رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أعاد التمسك بتشكيل حكومة تكنوقراط وإلاّ فليذهب الآخرون لتشكيل الحكومة التي يريدونها بدونه وبدون مشاركته.

لكن بالتأكيد أن موقف التيار الوطني الحرّ الذي سيخرج إلى العلن وسيحاول باسيل الإرتكاز عليه ليقدم نفسه كزاهد في السلطة والمواقع، هو في حقيقته يناقض كل أفعال باسيل ولقاءاته وإتصالاته التي كان يجريها طوال الأيام الماضية، بحيث رفض بالمطلق الخروج من الحكومة، ووضع نفسه في منزلة رئيس الحكومة سعد الحريري، قائلاً له سنكون معاً إما داخل الحكومة أو خارجها، ولكن على ما يبدو أن باسيل وصل إلى حائط مسدود، ولم يعد قادراً على المناورة أكثر، وبعد تأكده بأنه لن يتمكن من العودة إلى الحكومة، فضل عدم المشاركة فيها بالمطلق عبر أي ممثل وحتى عبر وزراء تكنوقراط، ليدعي بأنه انتقل إلى المعارضة.

طبعاً خطوة باسيل هذه إذا ما حصلت، سيكون هدفها حفظ ماء وجهه وعدم إظهاره بأنه الذي انكسر وتم استبعاده من المعادلة الحكومية، فيختار الإقدام على خطوة إستباقية مفضوحة الأهداف لا سيما أنه اعتاد دوماً على التهرب من المسؤولية، وهو سيجدد تهربه أيضاً هذه المرة خاصة في ظل الأوضاع الإقتصادية المتردية والذاهبة إلى الإنهيار.

لم يقدم باسيل على هذه الخطوة، ولم يكن في وارد التفكير فيها، لو لم يتأكد بأن عدم مقبوليته لم تعد لبنانية فقط، بل أصبحت دولية حتى، خصوصاً في ضوء مواقف عديدة لمسؤولين غربيين انتقدته واعتبرت أنه السبب في تعطيل كل شيء في لبنان، وهو الذي لا يفكر إلا وفق مصلحته الشخصية، وهذا ما دفع بعض الدول إلى وضع فيتو على التعامل معه، وحتى على إستقباله كما هو حال بالنسبة إلى الولايات المتحدة الاميركية.

ولذلك لم يعد باسيل قادراً على تعطيل أو تأخير عملية تشكيل الحكومة كرمى لعيونه، فيفضل اتخاذ هذا الخيار طالما أن رئيس الجمهورية يصر على عقد الإستشارات الإثنين وعدم تأجيلها، وبحال حصلت، فلا يبدو أن التيار الوطني الحرّ وحزب الله سيمنحان أصواتهما إلى الحريري الذي سيتكلف بأصوات قليلة، ما سيصعب مهمته في التشكيل بسبب الشروط والشروط المضادة ليتمكن من نيل الثقة.

وإذا ما اعلن باسيل موقفه بانتقاله إلى المعارضة، بالتأكيد سيحرج حلفاءه وخصوصاً حزب الله، إذ كيف سيكون هو خارج الحكومة بينما حليفه الأساسي داخلها، وهذا ما قد يدفع الحزب إلى عدم الموافقة على ذلك، وسيبحث عن تسوية تعيد التيار الوطني الحرّ إلى المعادلة الحكومية، فبذلك يكون باسيل قد قدم نفسه زاهداً بالسلطة ولكن المعادلة هي التي طلبت وجوده ووجود تياره.