6 كانون... اشراقة امل

06 كانون الأول 2019 09:15:00 - آخر تحديث: 06 كانون الأول 2019 09:17:53

ما بعد السادس من كانون الأول عام 1917 ليس كما قبله.

في هذا التاريخ وُلدَ معلّم الأجيال، كمال جنبلاط، وأضيئت شعلة النضال التي لا تنضب، والثورة الدائمة في وجه الظلم، واللامساواة، والطائفية، من أجل حياةٍ تستحق أن نعيشها بكرامةٍ وعنفوان.

أوَليس هو القائل، "الحياة في أصالتها ثورة، فكن ثائراً على الدوام"؟

السادس من كانون الأول ليس مجرد ذكرى عادية، بل هو ذكرى إشراقة ونور. 

إشراقةُ فكرٍ وهّاج بدّد ظلمة الشرق الرازح تحت نير العبودية، فعَبرَ به إلى النور، وعبّد أمامه طريق الحرية.

إشراقةُ أمل بغدٍ أفضل تسوده المساواة، والحرية، والعدالة الاجتماعية. أملٌ أنارَ دروب العمال، والفلّاحين، والمقهورين، كي ينتفضوا على واقعهم، ويتحرّروا من استغلال الرأسمالية لهم.

إشراقةُ ثوراتٍ على القمع، والظلم، والفساد والمحاصصة، فانبثق نور الإصلاحات الحقيقية، والإنجازات الواقعية التي حوّلت لبنان إلى بلد المؤسّسات.

إشراقةُ برنامجٍ إصلاحي (البرنامج المرحلي للحركة الوطنية اللبنانية)، والذي شكّل، بعد أربعةٍ وأربعين عاماً على إعلانه، دعائمَ ثورة الشعب اللبناني الذي غزا الساحات مطالباً بالدولة المدنية، وإلغاء الطائفية السياسية، واستقلالٍ تام لسلطة القضاء عن باقي السلطات، والأخذ بنظام التمثيل النسبي على أساس جعل لبنان دائرة وطنية واحدة، وغيرها...

إشراقةُ إيمانٍ بالقضية الفلسطينية، وحقّ الفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم، وحملِ لوائها إلى المحافل العربية والدولية.

إشراقة اشتراكيةٍ تقدميةٍ تؤمن بالإنسان الغاية، وتسعى إلى تحقيق مجتمعٍ أكثر إنسانية.

إشراقة مشروعٍ كامل متكامل من أجل بناء وطنٍ حرٍ مستقل، وعروبي خارج السجن العربي، ومشروعٍ ما زال راسخاً في أعماق كل من آمن بمبادئ الكمال، ومتجذراً في أذهان كل من تاق إلى الحرية، وحلُم بلبنان، دولة الشعب الواحد .

في السادس من كانون الأول، وفي ذكرى ميلادك، نعاهدك معلّمي بأننا على العهد باقون، وعلى نهجكَ ومبادئك مستمرّون. فالموت قد غيبك جسداً، ولكنّه غرس روحك الطاهرة الثائرة في أعماق كلٍ منا، حتى غدونا كلّنا "كمال".