المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة يكرم عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي في بيروت

29 تشرين الثاني 2019 16:27:00 - آخر تحديث: 29 تشرين الثاني 2019 16:46:51

 

ينظّم المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة سلسلة محاضرات سنويّة لتكريم علماء علوم اجتماعية بارزين من المنطقة العربيّة، من خلال إلقاء الضوء على أعمالهم واستحضار التاريخ وإرث الماضي، فضلًا عن إلهام جيل جديد من الباحثين في العلوم الاجتماعية.
وأطلق المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة سلسلة محاضرات فاطمة المرنيسي في بيروت، وذلك بالتزامن مع ذكرى رحيل هذه الكاتبة وعالمة الاجتماع المغربيّة.

في كلمتها الترحيبيّة، أكدت المديرة العامة للمجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة الدكتورة ستناي شامي أن "هذه المحاضرات تهدف إلى الإسهام في تأمينِ استمراريّةِ إرثِ المرنيسي ونهجِها وفكرِها والبناءِ عليه". وأضافت: "ينظم المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة محاضرةً سنويّة لتكريم المرنيسي في دول عربية مختلفة على امتداد أربع سنوات، وبالتالي يحرص المجلس على التوسّعِ جغرافيًّا لتقريبِ المسافاتِ بين الباحثين، وفتحِ آفاقٍ جديدةٍ للحوارِ حول موضوعِ المرأةِ والتراثِ والحقوقِ والمستقبل".

من جهته، رسم الأستاذ إدريس كسيكس في ملحوظاته التمهيديّة صورةً حيّة عن شخصيّة المرنيسي ونهجها الفريدَين، متناولًا الأهداف والوظائف الخاصّة بالكرسيّ الذي حمل اسمها تكريمًا لها. وكسيكس هو أحد مؤسّسي ومنسّقي كرسيّ فاطمة المرنيسي في  جامعة محمد الخامس ومؤسسة HEM في الرباط.

أمّا المحاضرة الرئيسة فقدّمتها الدكتورة أسماء بنعدادة، أستاذة التعليم العالي في شعبة علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الإنسانية- ظهر المهراز- جامعة سيدي محمد بن عبد الله- فاس. 
في محاضرتها المعنونة "أعمال فاطمة المرنيسي بين المقاربة التاريخية والبحث الميداني"، ناقشت بنعدادة السمات الأساسيّة لأعمال المرنيسي ونهجها"، ملقيةً الضّوء على "الجرأة الكبيرة والحسّ النقدي اللذين تمتّعت بهما المرنيسي التي كانت سبّاقة إلى إزالة ستار التحفّظ والتكتّم عن قضايا حسّاسة ظلت تُعدُّ من التابوهات الأساسية في الثقافة العربية الإسلامية، فضلًا عن تفكيك أسس النظام البطريركي في الثقافة العربية الإسلامية".
وأشارت بنعدادة إلى "اهتمام المرنيسي بالثورة الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الخطاب الإعلامي والديني، وهو المشروع الذي لم يُكتب له أن يصدر ككتاب، إذ وافتها المنية قبل أن تتمكن من إتمامه".

وكانت مداخلة لمنسّقة إحدى مجموعات العمل في المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة ديما قائدبيه، أكدت فيها أن "مجموعة عمل الممارسات النقدية في النظريّة العربيّة التابعة للمجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة تقرأ فاطمة المرنيسي وتبحث في كيفية إسهام نهجها الفريد متعدّد التخصصات في إعادة تفسير السرديّات التاريخية والممارسات الحالية من خلال التركيز على الجنسانيّة والزواج". وشددت قائدبيه أيضًا على أن "نهج المرنيسي هو تذكيرٌ بأهمية إعادة القراءات النسوية للأرشيفات". 

تدعو سلسلة المحاضرات السنويّة للمجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة أكاديميين لتقديم أعمالهم والتأمُّل في التقاليد الفكرية في المنطقة. وتتخذ المحاضرات السنويّة شكل سلسلة يتبدّل محور تركيزها وموضوعها كلّ أربع سنوات. وكانت السلسلة الأولى (2015-2019) كرّمت أعمال المؤرّخ الراحل حنّا بطاطو.
والمجلس العربي للعلوم الاجتماعية مؤسسة إقليمية مستقلة لا تبغي الربح تهدف إلى تدعيم البحث وإنتاج المعرفة في مجال العلوم الاجتماعية في 22 دولة في المنطقة العربيّة فضلًا عن الشتات. ومن خلال دعم الباحثين ومؤسسات البحث العلمي والأكاديمي، يساهم المجلس في إنتاج الأبحاث حول العلوم الاجتماعية وتعزيز دور العلوم الاجتماعية في الحياة العامة وإفادة السياسات العامة في المنطقة.
يقوم عمل المجلس على مبادئ أربعة هي: الجودة، والشموليّة والمرونة والاستقلاليّة. وتشمل برامجه المنح، والزمالات، والمؤتمرات، والمنتديات البحثيّة، وورش العمل التدريبيّة، والمنشورات. يتّخذ المجلس العربي للعلوم الاجتماعية من بيروت مقرًّا له.