Advertise here

اهتمام دولي بلبنان... ومعلومات "الأنبـاء": هذا ما وصلت إليه الاتصالات الحكومية

26 تشرين الثاني 2019 08:40:19

تزداد الأزمة اللبنانية تعقيداً. ولا توحي الوقائع بالذهاب نحو إيجاد حلول جذرية للمشاكل المستفحلة، خاصةً وأن المشاورات السياسية تدور حول نقاطٍ بعيدة كل البعد عن توجهات الناس والمتظاهرين. ما يعني أن بعض القوى السياسية لا تتعاطى بجدية مع التظاهرات، ولا تزال تبحث عن تعزيز فرصها ووجودها في الدولة، على حساب كل ما يجري، وكأن لا وجود لانتفاضة، ولا لوضعٍ اقتصادي سيّء يشارف على الانهيار.

وبسبب سياسة التعنّت وعدم امتلاك جرأة الإقدام على تقديم التنازلات تماشياً مع المصلحة العليا للبلاد، شارفت الأمور على الوصول إلى المحظور، هذا إن لم يكن لبنان قد وقع فيه، ليس على الصُعد السياسية والاقتصادية والمالية فقط، بل حتّى أمنياً بعد المشهد الذي تجلّى على جسر الرينغ من اعتداءات على المتظاهرين، وما حمله هذا المشهد من رسائل بمختلف الإتجاهات.وهذا مؤشرٌ جديد على حالة التعقيد القائمة، والتي على ما يبدو ستبقى مستمرة وآخذةً بالتزايد في ظل التمترس خلف المواقف المتشددة والتصعيدية.

ومما لا شك فيه أن مشهد ليل الأحد - الإثنين سيكون قابلاً للتكرار إذا ما استمرّ الاستعصاء السياسي، خصوصاً وأن هناك من يرى في الاستثمار بالشارع، واللعب بالأمن، فرصةً لفرض الشروط، وإجبار الجميع على تقديم التنازلات، والذهاب إلى تشكيل حكومة تعيد إنتاج السلطة ذاتها وفق الآلية نفسها لاتّخاذ القرارات، وتسيير أمور البلاد بعيداً عن مصلحة العباد.

وفيما تستمر المراوحة السياسية على حالها، ازداد الاهتمام الدولي بالشأن اللبناني عن طريق إيفاد الدول لمبعوثيها بهدف الاستطلاع لتقدير إمكانية الاضطلاع بمبادرات دولية تحفظ الإستقرار وتمنع لبنان من الانهيار. لكن حتى الآن لا يبدو أن هناك إمكانية جدية للوصول إلى حلول، لا سيّما وأن المواقف الدولية أيضاً لا تزال منقسمة بين من يريد تشكيل حكومة تضم مختلف القوى السياسية وتكون حكومة تكنوقراط، أي تشكيل حكومة تكنو- سياسية، وبين من يتمسك بحكومة التكنوقراط التي تستبعد القوى السياسية، بالتوازي مع سياسة فرض العقوبات على حزب الله.

وأصبح واضحاً أن الموقِفين الفرنسي والبريطاني يتعارضان مع الموقف الأميركي المتشدّد، ما يعني أن التجاذب المحلي سيبقى مستمراً، طالما أن لا مبادرة دولية فعلية للخروج من الأزمة. وبانتظار أي مبادرة دولية، يبقى الأفرقاء في حالة استثمارهم بالوقت الضائع، غير آبهين بالوضع الاقتصادي الذي بدأ مساره الانحداري.

وعلى صعيد الاتصالات واللقاءات السياسية، تكشف معلومات "الأنبـاء" أن لقاءات عديدة عُقدت بين حزب الله وحركة أمل، وقد حصل تواصل من قِبلهما مع الرئيس سعد الحريري للبحث في أفق تشكيل حكومة جديدة. وبحسب المعلومات فإن الجميع أصبح مقتنعاً بتشكيل حكومة تكنو- سياسية، لكنها ستكون بحاجة إلى غطاء دولي، وليس من الواضح بعد أنها قابلة للتحقق.

وفيما يفضّل حزب الله وحركة أمل استمرار المفاوضات وانتظار اللحظة المناسبة للدخول إلى تسوية جديدة، تفيد المعلومات بأن رئيس الجمهورية ميشال عون كان مصمماً على الذهاب إلى تشكيل حكومة من لون واحد، لكن اتصالات سياسية أُجريت مع بعبدا لثنيه عن ذلك، لأن أي خطوة من هذا النوع ستؤدي إلى تفاقم الأزمة.