من الواضح أن قوى وازنة في السلطة باتت أمام مأزق سياسي كبير، فكل الأبواب موصدة في وجهها، ومن هنا لا تزال تأمل هذه الاطراف في إقناع الرئيس سعد الحريري بترؤس حكومة تكنو– سياسية.
وترى مصادر متابعة أن قوى الثامن من آذار والتيار الوطني الحر ليس بمقدورها الذهاب نحو حكومة من لون واحد، مع عدم امكانية قبولها بحكومة تكنوقراط، ومن هنا يأتي التمسك بالرئيس الحريري حتى الساعة، وإلا فاستراتيجية إطالة أمد الفراغ ستبقى قائمة عبر الاصرار على التوافق على شكل الحكومة قبل التكليف.
وعادت محاولات الضغط على الرئيس الحريري عبر تسريب عدد من الأسماء كمرشحين محتملين لتشكيل الحكومة الجديدة، كما يحاول الحزب وحلفاؤه الاستفادة من التدخل الخارجي في مسألة تشكيل الحكومة لمزيد من الضغط لفرض حكومة تكنو– سياسية.
وفي هذا السياق، قالت مصادر تيار المستقبل أنّ الأمور بين الرؤساء الثلاثة مقفلة في الجانبين السياسي والشخصي تقريباً والأفق مسدود، ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ليس مضطراً لترشيح وتغطية أي شخصية سياسية لرئاسة الحكومة.
ومع التأزم الحاصل والدعوة إلى إضراب عام وشامل الإثنين، يناقش مجلس الأمن الدولي في جلسة مشاورات الأوضاع في لبنان، ويستمع من المنسق الخاص للأمم المتحدة في بيروت يان كوبيتش إلى ملخص عن الأحداث التي شهدها لبنان خلال الفترة الماضية، وستكون الاحتجاجات على مائدة المجلس، بينما يبحث تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بشأن تنفيذ القرار رقم 1701 الذي رفعه يوم الخميس الماضي إلى رئيس المجلس.
وعلى خط آخر، دعت فرنسا مسؤولي دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارتي خارجية الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا إلى إجتماع ثان يضمهما إلى نظيرهما الفرنسي مطلع الشهر المقبل لاستكمال البحث في الأزمة اللبنانية التي ناقشوا تفاصيلها في اجتماعهما الأول الأسبوع الماضي.
الأكيد أن الوقت ليس في صالح لبنان واللبنانيين لا سيما مع الاستحقاقات الداهمة على المستويين الاقتصادي والمالي.
وفي الوقت الذي لا يحتمل فيه رئيس الجمهورية نزع صورة له في حمانا من قبل فتيان قصّر، يواصل سياسة خرق الدستور عبر قيادة مشاورات التأليف قبل التكليف في سابقة لم تسجل قبلا أقله منذ إتفاق الطائف حتى اليوم!