هي السياسة في لبنان، لا مكان فيها للعداوات الدائمة كما للصداقات الدائمة، رغم أن سنوات الحرب الأليمة قد حفرت عميقاً في العلاقة بين اللبنانيين، وفي النسيج الاجتماعي والسياسي اللبناني.
والعلاقة بين القوات اللبنانية وتيار المردة هي جزء من هذه الذاكرة الأليمة التي دفع ثمنها اللبنانيون، ورافقتهم رغم انقضاء سنوات على عودة الشرعية وانتهاء زمن الميليشيات.
ورغم المسافة البعيدة بين رئيس حزب القوات سمير جعجع والنائب السابق سليمان فرنجية، إلا أن اتصالات ولقاءات تحصل منذ سنوات مهّدت للمصالحة بين الرجلين، والتي سبقت وحصلت في بكركي، وقد تصافحا والتقيا في أكثر من مناسبة.
وفي خطوة لتكريس هذه المصالحة، يجري التحضير للقاء قريب بين جعجع وفرنجية، حُكي عنه كثيراً في الإعلام، وقيل إنه سيحصل في مركز روحي، ويبدو أن المكان قد جرى تحديده، وسيكون في الصرح البطريركي في بكركي.
فقد أعلن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أنه التقى فرنجية في روما وأبلغه بأنه سيلتقي جعجع في بكركي بعد عودته.
ويأتي هذا اللقاء المرتقب في لحظة حرجة بين القوات والتيار الوطني الحر بعد سقوط تفاهم معراب بمعناه السياسي، وتوقّف مفاعيله عند حدود انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.
فهل من تفاهم جديد سيُكتب بين معراب وبنشعي؟ وأي مفاعيل سياسية مستقبلية قد يؤسس لها؟
