Advertise here

لبنان يتحمل المزيد من الخسائر... والأزمة طويلة!

20 تشرين الثاني 2019 13:30:00 - آخر تحديث: 20 تشرين الثاني 2019 13:43:54

على ما يبدو أن الأزمة في البلاد ستكون طويلة. العناد والإصرار على عدم الاستجابة لمطالب الناس سيتسببان بالمزيد من الخسائر على لبنان واللبنانيين، خاصة في ظل وجود قوى سياسية لا تزال تعاند وترفض التنازل والتخلي عن المناصب، غير آبهةٍ بالأوضاع المالية والاقتصادية. والمعطّل أصبح معروفاً للبنانيين وللدول الغربية المعنية بالملف اللبناني، لا سيّما وأن الجميع قد استشفّ عدم نية الوزير جبران باسيل ترك الحكومة، وتمسّكه بالعودة إليها. حتى حزب الله قد وافق على تشكيل حكومة تكنوقراط يتم اختيار الوزراء فيها من الأحزاب بشكل يحفظ تمثيل القوى البرلمانية، على أن يكون هؤلاء الوزراء غير سياسيين، وليس لديهم أي تجربة سياسية.

لكن من رفض ذلك هو رئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل اللذان يعتبران أن ما يجري هو التفاف على الإنتخابات النيابية، غير آبهين بالتحولات الكبرى التي حصلت، وبخروج التظاهرات من أقصى لبنان إلى أقصاه. ولذلك كل المساعي التي بذلت من قبل القوى المختلفة للوصول إلى حكومة جديدة تلبي تطلعات الناس وتحظى بثقة المجتمع الدولي، اصطدمت بإصرار باسيل على البقاء في الحكومة، لأنه يعتبر أن خروجه منها هو نكسة لمسيرته السياسية، ولا يريد تكريس مبدأ أنه منبوذ من قِبل الناس، لأن ذلك سينعكس عليه في طموحاته المستقبلية.

وسط هذا الواقع، وعدم تخلّي حزب الله عن حليفه، أو التدخل لإقناعه بالعدول عن موقفه، ستستمر الأوضاع في لبنان على مراوحتها، مع تزايد نسبة المخاطر الاقتصادية والمالية، خاصةً وأن الرئيس نبيه برّي قد أكد بالأمس بأن الوضع خطير جداً. في المقابل، لا تلوح في الأفق أي مبادرة دولية للمساعدة على إخراج لبنان من أزمته، خصوصاً وأن معظم الدول التي كانت تتعاطى بشكل مباشر بالملف اللبناني قد وصلت إلى قناعة أن المشكلة هي في الأداء السياسي والحسابات لدى كل طرف، وبالتالي فهي تحبذ وصول شخصيات جديدة إلى مواقع المسؤولية ترسي تغييراً جوهرياً في آلية التعاطي السياسي والإداري، وتكون قادرة على وقف الإنحدار.

وفي هذا الإطار تشير مصادر متابعة للاتصالات الدولية، أن هناك إشادة غربية بالإنتفاضة اللبنانية، وبأداء الشباب المطالبين بالتغيير، وهناك تصور بأن هذا التحرك السلمي لا بد له أن يحقق التغيير ولو كان بحاجة إلى المزيد من الوقت، لذلك تبرز مواقف دولية داعمة لمطالب المتظاهرين مع ربط عدم تقديم أي مساعدات للبنان قبل تلبية مطالب المتظاهرين. إلا أن تعنّت البعض سيؤدي إلى تفاقم الأزمة، ولكن هذه الحسابات ستنقلب على أصحابها عاجلاً أم آجلاً.