Advertise here

هل وصلت الأمور بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" إلى نقطة اللاعودة؟

18 تشرين الثاني 2019 08:30:00 - آخر تحديث: 18 تشرين الثاني 2019 08:36:25

 ما يمكن أن يتظهر للمراقبين، والمحلّلين السياسين، من حرب البيانات التي استعرت بين التيارين الأزرق والبرتقالي، مفاده أن الهوة إلى اتّساع بين بيت الوسط وميرنا الشالوحي. ولكن يبقى معرفة أين يقف رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، من هذا الخلاف الذي بدا جلياً بين رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، والوزير المستقيل جبران باسيل. لا سيّما وأن الرئيس عون لم يخفِ في المقابلة التلفزيونية الأخيرة امتعاضه من تردد الحريري في قبول تشكيل الحكومة، وهو ما دفع بالوزير باسيل إلى لعب ورقة النائب محمد الصفدي، والذي سجّل بدوره عتباً على الحريري لأنه لم يقدم له الضمانات الكافية لتشكيل الحكومة، كما أوضح الصفدي في البيان الذي حمل سحب اسمه من التداول كمرشحٍ لتشكيل الحكومة..

وفي هذا السياق اعتبر القيادي في تيار المستقبل، النائب السابق مصطفى علوش في حديث لـ "الأنباء" أن الأمور بين المستقبل والتيار الوطني الحر بلغت مرحلة الخلاف الفعلي، واصفاً الوزير باسيل بمشكلة المشاكل، إذ لا يمكن لأحد أن يتحمله. وهو ما يعني أن المداولات لتشكيل الحكومة عادت إلى المربع الأول، كاشفاً أن فريق الحكم والثنائي الشيعي ما زال على موقفه الرافض تشكيل حكومة إختصاصيين كما يصرّ عليها الحريري. ولذلك ليس أمامه إلّا أن يشكّل الحكومة من فريقه السياسي، لأن الحريري لن يتراجع عن موقفه. وقال: لو كان الثنائي الشيعي كما يُنقل عنه متمسكٌ بالحريري، فلماذا لا يلجأ إلى إقناع فريق الحكم بذلك؟ وبماذا تخيفه حكومة الإختصاصيين طالما أن الرئيس بري مسيطرٌ على الحكومة في مجلس النواب.

وبرأيه أن هذا الفريق غير مبالٍ بما يحصل في الشارع، ويصرّ على حكومة تكون خاضعة له لتمرير الصفقات. وفي تعليقة على كلام النائب الصفدي من أن الحريري رشّحه لتشكيل الحكومة لكنه لم يقدّم له الضمانات المطلوبة، تساءل علوش عن أية ضمانات يتحدث الصفدي، وهل وعده الحريري بذلك؟ فإذا كان ما ذكره صحيحاً فلماذا لم يذهب إلى تشكيل الحكومة؟ وفي المقابل نحن ليس هدفنا أن نلبي رغبات الصفدي. وعما إذا كان الخلاف مع باسيل قد يبعد الحريري نهائياً عن رئاسة الحكومة في السنوات المتبقية من عمر العهد، جدّد علوش تأكيده بأن الحريري يرفض أن يُملي عليه أحد شروطاً لتشكيل الحكومة، متوقعاً استمرار الأزمة مع بقاء الاحتجاجات في الساحات، وليس في الشوارع، وستكون على طريقة أصحاب السترات الصفراء في فرنسا. ومن دون قطع طرقات، فكلام قائد الجيش واضحٌ في هذا الشأن.