Advertise here

"المجلس الأطلسي": الربيع العربي 2 انطلق.. وهذا ما تخشاه إيران

15 تشرين الثاني 2019 14:16:25

نشر "المجلس الأطلسي" وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، مقالاً تطرّق فيه إلى الأسباب التي تجعل إيران تتخذ موقفًا من الإحتجاجات في لبنان والعراق، موضحًا أنّه عند انطلاق الربيع العربي عام 2011، تبنت القيادة الإيرانية الثورات باعتبارها "صحوة إسلامية"، إلا أنّها استثنت سوريا، حيث رأت في المظاهرات تهديدًا خطيرًا لأمنها ولعلاقتها مع حليفها الإقليمي الوحيد.

وفي المقال، لفت المجلس إلى أنّ منطقة الشرق الأوسط تشهد هذا العام ربيعًا عربيًا ثانيًا، فقد اندلعت الاحتجاجات في الجزائر والعراق ولبنان والسودان، ونجحت جميعها بعد الربيع العربي الأول، لكنّ هذه المرة، لم ترحب طهران بتحرّك المتظاهرين الذين يطالبون بإصلاحات جوهرية في دول أمضت فيها إيران  سنوات باستثمار رأسمالها السياسي والاقتصادي، ولهذا شكّلت إنتفاضتا لبنان والعراق إشكالية للمصالح الإيرانية، لأن هذين البلدين يتمتعان بأهمية كبيرة في موقف طهران الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط.

وذكر المجلس بأنّ رئيس الوزراء عادل عبد المهدي واجه احتجاجات شعبية ناجمة عن الوضع الاقتصادي الصعب ونقص الخدمات الأساسية والفساد. وفي لبنان أيضًا، بدأت التظاهرات على وقع خطة لفرض ضرائب على تطبيق المراسلة "واتسآب" بعد سنوات من سوء الإدارة الاقتصادية والمحسوبيات، ما أجبر رئيس الوزراء سعد الحريري على الاستقالة في نهاية المطاف. وبدت ردة فعل إيران على "الربيع العربي الثاني" مختلفة كثيرًا عن الأول، ففي أواخر شهر تشرين الأول، حذّر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي من أنّ "القوى المتعجرفة  أي الولايات المتحدة وأجهزة المخابرات الغربية تخلق حالة من الفوضى في بعض الدول".

وأشارت بعض التقارير إلى أنّ إيران أرسلت قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني إلى العراق، لحثّ بغداد على إخماد الاحتجاجات، وطلب سليماني من المجموعات الشيعية أن تواصل دعم رئيس الوزراء عبد المهدي.

وتابع مقال المجلس الأطلسي أنّ "حزب الله" يعدّ من أبرز  الجهات بالنسبة لإيران في الشرق الأوسط، حيث أظهر فعالية بمساعدة الجمهورية الإسلامية في تعزيز موقعها الجغرافي والسياسي بمواجهة خصومها الغربيين والإقليميين. ويدرك المسؤولون الإيرانيون أن الحزب أصبح مشاركًا في المنظومة السياسية المتهمة بالفساد في لبنان والتي يريد المتظاهرون الإطاحة بها.  

وإضافةً إلى القلق الإيراني من إبعاد رئيس الوزراء العراقي أو تأثر "حزب الله"، فلديها أسباب تجعلها تقلق من احتمال وصول موجة الاحتجاجات إلى المدن الإيرانية، التي تعاني من العقوبات الاقتصادية الأميركية.
 
وختم المقال بأنّ إيران تمكنت بعد غزو العراق عام 2003 من تعزيز موقعها الجغرافي والسياسي في المنطقة، إلا أنّ الحركات الاحتجاجية في العراق ولبنان قد تستطيع تقليص قوة طهران.