Advertise here

عندما حمى وليد جنبلاط الثورة ولبنان

14 تشرين الثاني 2019 10:00:00 - آخر تحديث: 14 تشرين الثاني 2019 10:11:33

كتب (أيوب)

فجر أمس فعل وليد جنبلاط ما لا يستطيع غيره من السياسيين أن يفعل. تلقف قصر كليمنصو خبر قتل علاء أبو فخر بألم ووعي واحتساب، فكان القرار من "البيك" "جهزوا السيارة الى الشويفات ذاهب". جلس خلف مقوده رغم كل النصائح والتحذيرات، فهو مدرك ان الطريق من المنزل في كليمنصو الى الشويفات مقطوعة. إطارات تُحرَق في المدينة الرياضية، وعوائق وضعت في خلدة، الناس غاضبة والنفوس مشتعلة. كان نجله تيمور الى جانبه وخلفه سيارة المرافقين والشباب.

.. "لا تعلنوا الوفاة قبل وصولي"، هو قرار لم يُصدر غيره "أبو تيمور" عندما انطلق بسيارته. علاء أبو فخر لفظ أنفاسه لحظة اطلاق النار عليه تحت جسر خلدة، وإعلان وفاته سيكون كالنار التي تأكل الأخضر واليابس.

.. وصل "البيك" الى الشويفات، فأعلنت الوفاة. الكل غاضب، الكل يصرخ بالثأر، الكل يشتم الدولة والجيش. وقف الزعيم الذي كان يفكر قبل فترة بالاعتزال. وقف حازماً صلباً صارخاً "ما إلنا غير الدولة"  "الجيش يحقق وسيحاسب القاتل". أسكت الجميع وغَمرَ عائلة الشهيد. لم يغادر الشويفات حتى ساعات الصباح الأولى حتى اطمئن ان النار أُخمدت وأن المؤامرة أُفشلت.

طوال تلك الساعات كان تيمور يراقبه يتعلم منه ينبهر به وكأن لسان حاله يقول: "العجوز ما زال القائد ولا قائد بوجوده...".

لقد حمى وليد جنبلاط الثورة والسلطة. حمى الثورة من مؤامرة حرفها تمهيداً لشيطنتها كما حصل مع باقي الثورات. وحمى السلطة من أظافر الناس من أظافر الثورة، لقد منح جنبلاط الكثيرين فرصة البقاء على قيد الحياة.

جنبلاط حمى الثورة التي قالت له "كلن يعني كلن وإنت واحد منن"، وحمى سلطة أرادت حرقه قبل أسابيع وأشهر في البساتين ثم في الحرائق التي أراد البعض أن يلبسها ثوب الدين.

في زمن انقراض الزعماء يبقى جنبلاط زعيماً فوق العادة، هو وحده دون غيره من كل ما يسمى بالقيادات من وزراء ونواب ورؤساء وأحزاب، هو وحده عبر كل الشوارع اجتاز كل الحواجز واستوقفه الثوار لالتقاط الصور معه في حين أن جميعهم كل السياسيين يستعينون بسيارات الإسعاف كي يتنقلوا وفي الشوارع أقسموا ان لا يتجولوا.

.. أحببت وليد جنبلاط أم كرهته هو "الزعيم" الذي عليه الثورات لا تنقلب، يعرف دائماً من حوله ماذا يحصل، جريء باتخاذ من القرار ما يناسب أحب اتباعه ذلك أم كرهوا.

.. وليد جنبلاط واصل حمايتنا، حماية ثورتنا ولبناننا شاء خصومك وخصومنا أو أبوا.