بعد دخول استقالة الحكومة أسبوعها الثاني من دون أية إشارة من قِبل رئيس الجمهورية لتحديد موعد للإستشارات النيابية، والمُلزمة لتسمية الرئيس الذي سيكلّف تشكيل الحكومة المقبلة، حذّر مصدر نيابي متابع للاتصالات التي تجري بعيداً عن الأنظار من مغبة التأخير في الإستشارات لأهداف ليست محمودة، واصفاً هذه المماطلة بالسابقة الخطيرة التي لم تحصل منذ الطائف حتى اليوم، وهي لا تبشّر بالخير أبداً.
المصدر النيابي كشف عبر "الأنباء" أن الفريق الحاكم يريد العودة إلى ما قبل الطائف. يعني ذلك أن رئيس الجمهورية هو الذي يسمّي الوزراء، وهو لهذه الغاية يجري مشاورات للـتأليف قبل التكليف، وهذا المنطق هو الذي كان سائداً قبل الطائف، متجاوزاً عن قصد الإلتزام بالدستور لتسمية رئيس مكلف يتولى تشكيل الحكومة.
وفي هذا السياق رأى عضو تكتل الجمهورية القوية، النائب زياد حواط، أن هناك مجموعة حاكمة وحاقدة ما زالت تستكبر وتستعدي، وتعتبر أن حضورها هو أهم من لقمة عيش اللبنانيين وصرخاتهم الموجعة، ومطالبهم المحقة. وكأن هذه الطبقة من كوكب والناس من كوكب آخر.
ودعا في حديث مع الأنباء شابات وشباب الانتفاضة إلى التظاهر في محيط منازل الفاسدين، لأن التغيير المنشود لن يحصل إلّا بضغط الشارع، مستغرباً ما أسماه العهر السياسي الذي يمارَس من قبل البعض، هذا العهر الذي لا مثيل له بتاريخ لبنان. ففي الوقت الذي تنتفض فيه الناس لتطالب بحقوقها، وتحسين ظروفها المعيشية، نجد أن أهل الحكم لا همّ عندهم سوى المحاصصة، وتوزيع الغنائم على بعضهم.
وسأل، ماذا يجري في الغرف السوداء، وفي اللقاءات الليلية التي تتم بعيداً عن الإعلام؟ ولماذا لاتتم مصارحة الناس بما يجري؟ مكتفياً بالقول: إذا كان للباطل جولة فإن للحق جولات.
