ضغط الشارع لم يحرك بعد الحس الوطني عند من لديهم الحل والربط. ورغم تصعيد التحركات الشعبية من الاعتصامات اليومية الى قطع الطرقات وصولا الى اقفال المدارس والجامعات والادارات الرسمية في عدد من المناطق، لا يزال رئيس الجمهورية متريثا في تحديد موعد الاستشارات لتكليف رئيس الحكومة العتيدة.
يلعب رئيس الجمهورية وفريقه وحلفاؤه لعبة الوقت، علّ ما يأتي بما يخفف من زخم الشارع، ويعاد خلط الاوراق من جديد. ولم يعد خافيا ان ثمة نية عند هؤلاء بحكومة يكون فيها الصهر وزيرا من جديد لاعادة تعويمه، وترسيخ اقدامه للوصول به الى رئاسة الجمهورية.
لم يشهد لبنان في تاريخه وقاحة سياسية كما اليوم، فلا الشعب يحسب له حساب، ولا مصلحة البلد في بال احد منهم، والرئيس الذي اثبت انه رئيس لفريق دون آخر لا يزال متريثا في تحد للشارع وابتزاز له.
وعلى ما بات واضحا فإن هذا الفريق لم يدرك بعد حجم وقوة الشارع في التغيير، وانه لن يقبل بوعود لم يعد يصدقها. وبات ملحا الاسراع بتأليف الحكومة التي ترضي تطلعات الناس ولانقاذ البلد من انهيار دخل فيه. وليسترح جبران باسيل بضع سنوات يعمل خلالها على تلميع صورته فقد يكون افضل له وللبلد بدل الاستمرار في سياسات تبين عقمها وفشلها.