Advertise here

رئيس الـAUB يكتب في الأتلانتيك: الحرب الأهلية اللبنانية انتهت في 17 تشرين

04 تشرين الثاني 2019 14:07:00 - آخر تحديث: 17 تموز 2020 23:46:25

بعنوان "لبنان لا يحتاج إلى أبطال"، نشرت مجلة "ذا أتلانتيك" الأميركية مقالاً كتبه الدكتور فضلو خوري، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، ذكر فيه أنّ الاحتجاجات في لبنان تتصدّر الأخبار في العالم، منذ عشرة أو حتى 20 عامًا، مشيرًا إلى أنّ جزءًا من الشعب وقف معًا بسلميّة لإسقاط عقود من كليبتوقراطية (تعني نمط الحكومة الذي يراكم الثروة الشخصية والسلطة السياسية للمسؤولين الحكوميين والقلة الحاكمة) طائفية. واعتبر أنّ الحرب الأهلية اللبنانية انتهت أخيرًا في 17 تشرين الأول 2019.

وفيما رأى أنّ العقلية الطائفية لم تختف في أعمدة الدخان الأسود المتصاعدة من الإطارات المحترقة، قال إنّه إذا ابتعد اللبنانيون عن وثيقة الوفاق الوطني التي عززت الانقسامات الطائفية، فإن المحرضين والمستفيدين سيواصلون السعي لتحقيق مصالحهم الشخصية بدرجات متفاوتة من المهارة والدهاء. ولفت إلى أنّ هناك القليل من الأبطال، إن وجدوا بين الرجال الرماديين، ويدركون جميعًا في قلوبهم أن مصير البطل هو الإستشهاد.

وأضاف أنّه لا يوجد بين القادة السياسيين والعسكريين في لبنان أي "جورج واشنطن (أول رئيس للولايات المتحدة) أو (رئيس الولايات المتحدة السادس عشر) أبراهام لينكولن أو (القائد العسكري الفرنسي) شارل ديغول أو (رئيس الأركان في الجيش الأميركي أثناء الحرب العالمية الثانية) جورج مارشال أو (رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999) نيلسون مانديلا أو (الزعيم الرئيسي لحركة الاستقلال الهندية) المهاتما غاندي. ولا يوجد حتى فؤاد شهاب، أو رشيد كرامي، أو كمال جنبلاط. واعتبر أنّ  هذا هو عصر الرجال الرماديين الطموحين الذين ظهرت أخطاؤهم على الساحة السياسية اللبنانية، بشكل يشبه الزعماء الشعبويين الآخرين في العالم، بمن فيهم أولئك الذين يتبوأون الآن بعضًا من أقوى المناصب السياسية في العالم.

وتابع خوري قائلاً إنّه كرئيس للجامعة الأميركية في بيروت، تابع الاحتجاجات في لبنان بأمل وخوف أيضًا، مضيفًا: "يجب أن يبقى المتظاهرون في بيروت وطرابلس وصور وصيدا والنبطية، الذين يضمّون نسبة كبيرة من طلابنا وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، متحدين للتغلب على المثال السام الذي وضعه القادة السياسيون".

وقال: "بدأ الطموح والأنا في الظهور بشكل مؤسف ولكن ليس بشكل غير متوقع في الأسبوع الثاني من الاحتجاجات. يريد قادة سياسيون وأمنيون أن تُخاض معاركهم من أجلهم، من قبل آخرين، لهذا نحتاج للمساعدة في توجيه طلابنا وأعضاء هيئة التدريس والموظفين بعيداً عن هذا الفخ". وأشار إلى أنّه يجب أن تقدّم مؤسسات التعليم العالي مثالاً  للحفاظ على الأمل لدى الشباب الذين يملأون الساحات للحفاظ على أحلامهم في غد أفضل. وأكد أننا "لا نشكّل جزءًا من هذه الثورة، لكننا في موقع يحتمّ علينا أن نساعدهم بإكمال دراساتهم أثناء مشاركتهم في التظاهرات". وتابع: "يجب أن نقنعهم أنّ مصير القائد حسن النية ليس بالضرورة أن يصبح شهيدًا، وأن الفاسدين لا يتجهون إلى النصر والمجد والنجاح".  
وشدّد الدكتور خوري أنّه يتعيّن "على الجامعة الأميركية في بيروت، إحدى أقدم مؤسسات التعليم العالي، الدفاع عن مبادئ كثيرة في هذا الوقت، لكن يجب ألا نتخلى عن مهمتنا الأساسية، المتمثلة بتزويد الشابات والشبان بوسائل ليتقدّموا في مستقبل مجتمعاتهم". وأكّد أنّ طلاب الجامعة الأميركية في بيروت يتغلبون على الخوف من الآخر، من خلال الصداقات في مجتمع دولي متنوع وإثراء معارفهم في العلوم الإنسانية والفنون والعلوم وتزويدهم بفرص التعلم من خلال المشاركة المدنية، فهذه الأمور تكرّس لدى الطلاب فكرة خدمة المجتمع كعنصر دراسي وليس خارج المنهاج.
ورأى الدكتور خوري أنّ القادة يولدون ويصنعون، والجامعة هي حاضنة أساسية لأفضل القادة في العالم العربي، وهذا يعني أنّ علينا تحديد كيفية استئناف الدراسة التي تم تعليقها منذ 18 تشرين الأول، تزامنًا مع دعمنا وحمايتنا لحرية التعبير المستمرة لطلابنا وأعضاء هيئة التدريس وحقهم في التظاهر، ويجب أن نتحد من خلال الحوار.