Advertise here

قراءة غربية: بعد إستقالة الحريري.. هذه السيناريوهات المتوقعة في لبنان!

03 تشرين الثاني 2019 08:50:00 - آخر تحديث: 04 تشرين الثاني 2019 10:08:39

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية مقالاً عن ثورة 17 تشرين الأول التي انطلقت فيها التظاهرات وعمّت لبنان، للمطالبة بتحسين الوضع الإقتصادي وضبط الفساد كما يعانون من نقص في تغذية المياه والكهرباء وأزمة بالنفايات، ما أدّى إلى قطع الطرقات وإقفال المصارف، واستقالة الرئيس سعد الحريري.

وفيما يعتقد البعض أنّ لبنان لحق بركب الربيع العربي متأخرًا، يرى آخرون أنّ لبنان أكثر تعقيدًا من نواح كثيرة، مقارنة بالدول العربية الأخرى، كما أنّ لبنان كان شهد تظاهرات من قبل، لكنّها لم تكن بحجم التظاهرات المطلبية الأخيرة.

وأشارت المجلة إلى أنّ المتظاهرين كانوا قد طالبوا باستقالة حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري، وأصروا على استبدالها بحكومة تكنوقراطية صغيرة ومستقلة. كما دعوا إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة وإقرار قانون انتخابي جديد وغير طائفي. وأخيراً، ودعوا إلى إجراء تحقيق مستقل في الأموال العامة المنهوبة. ووجّه المتظاهرون دعوات لاستقالة كبار المسؤولين الآخرين، بمن فيهم رئيس الجمهورية، فضلاً عن دعوات للانتخاب الشعبي المباشر للرئيس.  

وبعد استقالة الحريري، تتجه الأنظار اليوم إلى الإستشارات النيابية لتكليف رئيس الوزراء المقبل وتشكيل حكومة جديدة. وفيما أيّد حلفاء الحريري استقالته، واعتبر "التيار الوطني الحر" أنّها ستؤدي إلى الفراغ، دعم المجتمع الدولي الحريري للبقاء في السلطة.

من جهتها، علّقت مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط مها يحيى في حديث للمجلة، مشيرةً إلى أنّها ترى ثلاثة مسارات ممكنة يمكن أن تتخذها الحكومة. قد يُعاد تسمية الحريري كرئيس للوزراء، ولكن مع حكومة تكنوقراطية تتفق عليها الأحزاب السياسية، قد يحل محله شخص مثل وزيرة الداخلية السابقة ريا الحسن، فهي شخصية سنية ومقربة من الحريري وبعيدة عن الفساد، أو يدخل لبنان في طريق مسدود مع حكومة تصريف أعمال لها صلاحيات محدودة ما يزيد الإنهيار الاقتصادي والمالي. واعتبرت يحيى أنّ لبنان يقف على حافة الهاوية، ويجب تشكيل حكومة سريع لاحتواء الأزمة.

من جهته، رأى الكاتب جو معكرون في مقال نشره موقع "الجزيرة" باللغة الإنكليزية إنّ الكرة اليوم في ملعب عون و"حزب الله". وتحدث عن ثلاثة سيناريوهات متوقعة، الأول هو تكليف الرئيس الحريري بتشكيل حكومة جديدة، ويدرك "حزب الله" أن القبول بحكومة يديرها تكنوقراطيون قد يعني إجراء انتخابات برلمانية مبكرة وعملية سياسية جديدة يمكن أن تقلل من قوته. ولفت الكاتب إلى أنّه يمكن لعون والحريري و"حزب الله" التوصل إلى اتفاق لإبعاد الوزراء المثيرين للجدل مثل جبران باسيل، وتعيين وزراء تكنوقراط واقتراح خطة إصلاح. كذلك، فإنّ إعادة إنتاج نسخة معدلة من الحكومة المستقيلة ستواجه الغضب العام وتزيد الاحتجاجات.

أمّا السيناريو الثاني فيتمثل بأن يقوم "حزب الله" وحلفاؤه أن يتصدروا التصويت في مجلس النواب على الحكومة الجديدة وأن يأتي رئيس وزراء يتمتع بالمصداقية ليحلّ محل الحريري. وعندها يمكن أن يحاول رئيس الوزراء الجديد تشكيل حكومة تكنوقراطية بموافقة "حزب الله" والحريري، مما يرضي المحتجين، لكن في لبنان من الصعب وضع وزراء لا يمكن السيطرة عليهم.

ويتضمّن السيناريو الثالث وهو الأكثر ترجيحًا بقاء الحكومة الحالية كحكومة تصريف أعمال والمراهنة على لعبة الانتظار، فهذا من شأنه أن يضغط على المتظاهرين للتنازل، لأنه سيؤدي إلى تمديد الشلل السياسي والاقتصادي في لبنان إلى أجل غير مسمى، وفقًا للكاتب.