Advertise here

لا تزايدوا... واستعيدوا الذاكرة

28 تشرين الأول 2019 20:54:00 - آخر تحديث: 28 تشرين الأول 2019 21:20:18

بعد 12 يوماً على انطلاق الثورة اللبنانية، الثورة التي دخلت كل بيتٍ في لبنان، وأوصلت صوت الأحرار لكل دول العالم. الثورة التي قامت نتيجة مطالب محقة نتيجة سياسة الجوع، والقمع، والمكابرة، والتفريق الطائفي، واستغلال السلطة. الثورة العفوية، ثورة الناس الموجوعة التي ترفض الانصياع لأحد، خاصةً لبعض ضعفاء النفوس الذين بتنا نقرأ على صفحاتهم ما هبَّ ودَبَّ من نظريات، وتحاليل واستراتيجيات عن كيف يكون بناء الدولة والمؤسسات، وكيف هي السبُل للخروج من تحت عباءة الزعيم، وكيف وكيف.

بدايةً، وقبل أي شيء، أعترف بأنني أنتمي إلى الحزب التقدمي الاشتراكي، وملتزم كُلّ الالتزام بمبادئ الحزب ونهجه وسياسته، وافتخرُ أن أكون في حزب المُعلّم الشهيد كمال جنبلاط، وهو الذي انتفض على مبادئ الإقطاعية، وأسّس حزب العُمّال والفلاحين، وقدّم شُهداء على درب الحرية منذُ عام 1952 حتى يومُنا هذا، واستشهد نتيجة البرنامج المرحلي للحركة الوطنية الذي، وبكل فخر، ترفعون شعاراته اليوم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب

ندركُ جيداً أنّ الوجع يطال الجميع، وكنا قد حذّرنا كحزب، وعلى لسان رئيسنا وليد جنبلاط، مراراً من خطورة الوضع ولأننا لم نسعَ يوماً إلّا لخدمة مجتمعنا؛ وتاريخنا يشهد، نقول وعلى العلن، بأننا مع كامل حقوق الشعب، وكامل المطالب المحقّة للثورة والثوّار. 

بالمقابل أيضاً نطلب من الجميع، وخاصةً المزايدين منهم، أن يستعيدوا الذاكرة. وهنا لست أطلب العودة إلى الوراء كثيراً، بل بما أنجزهُ حزبنا. ووزراء الحزب في هذه السنوات القليلة الماضية، وما قدّمه للبنان من مشاريع، بدءاً من مشروع الاستشفاء المجاني للمسنّين فوق الستين عاماً، ومشروع دعم العائلات الأكثر فقراً، مروراً بمشروع سلامة الغداء، ووصولاً إلى مشروع حماية الصناعة اللبنانية وغيرها الكثير الكثير....

ولكنني، وكوني ابن منطقة راشيا التي ما بخلت يوماً بتقديم كلّ ما لديها من أجل وحدة لبنان، والقضية العربية منذُ الإستقلال 1943، وما قبل الإستقلال لغاية اللحظة، وبكل أسف، أقول إن الدولة لَم تنظُر لها إلّا بكتاب التاريخ فقط، كون فرنسا اعتقلت رؤساء لبنان في قلعتها التاريخية، كما أنها حرمتها من كامل حقوقها المشروعة حتى عام 2005، أي قبل انتخاب الرفيق وائل أبو فاعور، ووصوله إلى الندوة البرلمانية مُمثّلاً لأهلها.

بكل ثقة، وبكل فخر،، أقول إن الرفيق وائل أبو فاعور، وبتوجيهاتٍ من رئيس الحزب وليد جنبلاط، أعاد راشيا إلى الخارطة اللبنانية،  وأعاد لها حقوقها، فتأسست فروع للجامعة اللبنانية، وعاد مستشفى راشيا إلى العمل بعدما كان أقلّ من مستوصف في أصغر بلدة من بلدات لبنان.  وتأهلت شبكات الكهرباء التي كانت تعمل على مستوى أقل من  مستواها العام ، وعُبّدت الطرقات التي كانت محرومةً من الزفت، وأُنشئت شبكات الري التي لم تكُن تصِل إلى أغلب المنازل، ورُبطت شبكة الاتصالات بشبكة ألياف ضوئية، وفُتحت وكالة الداخلية في الحزب لاستقبال الجميع، ولسماع مطاليبهم... هذا بالإضافة إلى دعم عمل البلديات في المنطقة، والمساعدة على إنشاء المؤسّسات الخيرية، من صندوق دعم المريض، إلى المؤسسات الإنسانية والاجتماعية، مثل دار الرعاية الاجتماعية، ودار المسنّين، ومركز لأصحاب الاحتياجات الخاصة ( التوحّد).

وكما في راشيا كذلك في الشوف، وعاليه، والمتن، وبيروت. ولأنني أعلم، كما يعلم جميع الأصدقاء، كيف يكون دار المختارة يوم السبت، وكليمنصو يوم الثلاثاء. ولأن تيمور جنبلاط لا يكُلّ ولا يتعب من خدمة أهله وأبناء وطنه، لِذا أقلّ واجب علينا هو أن نقول كلمة حق بعدما سمعنا بعض الأشخاص يقولون "كلُن_يعني_كلُن". لا يا سادة. لا يا أحبابِنا. ليس كُلهُم. فمنهُم من يستحق كلمة وفاء، وليس شُكرٍ فقط. ومنهم من يستحق اللّعنة. وللعِلم إنّ ما يطالبون به الثوار طالب به رئيسُنا، ونوابنا، ووزراؤنا، ومجلس قيادة حزبُنا، وقدّموا ورقة إصلاحية يوم كُنتُم نائمون، ولا تدرون ما يحصل. ونشكُر ضريبة الـ WhatsApp  من وزير الشوكولا التي حرّكت لدى شعبنا ضميرهُ، وجعلتهُ ينتفِض على الظُلم والجوع.

مع كامل احترامي لجميع الثائرين أقول ليس المطلوب مِنكُم إلاّ الوفاء لمن يستحق الوفاء ...والسلام.