Advertise here

من إسم العملية لتفاصيلها ومستقبل "داعش"... هكذا قرأت صحف العالم اغتيال البغدادي

28 تشرين الأول 2019 19:12:42

تفاعلت الصحف العالمية مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي قتل في غارة نفذتها قوات أميركية خاصة شمال شرقي سوريا.

فقد رأت صحيفة "لو موند" الفرنسية في تقريرها أنّه مع وفاة البغدادي، يفقد الأكراد عدوهم إضافةً إلى استقلالهم الذاتي. فيما حذّر قائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي من خطر الأعمال الانتقامية.

من جهته، أشار الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إيشان ثارور إلى أنّ هناك 3 أسئلة تُطرح في أعقاب مقتل البغدادي. وقال إنّ السؤال الأول هو كيف حدثت العملية الأميركية وما هي التفاصيل الدقيقة، فبحسب التقارير، نفذتها قوات من وحدة الدلتا أي قوات النخبة الاميركية، بالتعاون مع  وكالة المخابرات المركزية والقوات الكردية. من جهته، قال مسؤول رفيع المستوى من المخابرات العراقية لصحيفة "واشنطن بوست" إنّ الاعتقالات والاستجوابات التي قام بها عراقيون ساعدت أيضًا في الحصول على معلومات عن البغدادي.

أمّا الأمر الثاني الذي تساءل عنه ثارور فهو إذا ما كانت عملية الإغتيال بمثابة لعبة تغيير في الحرب ضد "داعش". والسؤال الثالث هو ماذا يعني هذا بالنسبة لسياسة ترامب تجاه سوريا.  

وفي مقال آخر نشرته "واشنطن بوست"، قال محللون إن خلايا "داعش" لديها تمويل ذاتي وقد لا تعاني كثيرًا من قتل رئيسها. وقال جافيد علي الذي كان مدير مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض سابقًا: "يُظهر التاريخ في سجلات مكافحة الإرهاب أنّ هذه الأنواع من الضربات لا تؤدي إلى الانهيار الاستراتيجي أو الهزيمة التنظيمية لمنظمة إرهابية".

توازيًا، رأت مجلة "التايم" أنّ المحللين يعتقدون أنّ الأمر الأكثر أهمية في العملية ليس قطع رأس البغدادي، وإنما السهولة التي سيتم بها استبداله.    

من جانبه، قال مايكل نجاتا الذي تقاعد من الإدارة في المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في آب الماضي للمجلة: "إن وفاة البغدادي مهمة على الرغم من أنها قد لا تكون  بمثابة ضربة كارثية للقيادة في داعش".

ورأى آكي بيريتز، المحلل السابق لمكافحة الإرهاب في وكالة المخابرات المركزية: "كما رأينا خلال السنوات القليلة الماضية، لدى التنظيم استراتيجية لمواصلة العمليات خلال العقد المقبل"، معتبرًا أنّه على الرغم من قتل قائده إلا أنّ "داعش" ليس مجرد جماعة إرهابية، بل هناك أيديولوجية لدى أنصاره.

أمّا صحيفة "دايلي ميل" البريطانية فتحدثت عن "كايلا مولير" إسم العملية التي أطلقها الأميركيون على اغتيال البغدادي، وهو إسم الناشطة الأميركية التي كانت تبلغ من العمر 26 عامًا عندما اختطفها عناصر "داعش" عام 2013 بعد اجتيازها الحدود التركية لتزور مستشفى في سوريا واغتصبها البغدادي، قبل قتلها عام 2015.

وقال والدها كارل مولير لـشبكة ABC إنّ العائلة تأثرت بتسمية هذه العملية باسم ابنتهم، ولفت إلى أنّها احتجزت في ظروف صعبة، في البرد والظلام، وأكد اغتصاب البغدادي لها قبل تصفيتها.

توازيًا، ذكّر موقع "دايلي بيست" الأميركي بما قاله الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بعد قتل زعيم تنظيم القاعدة أبو مصعب الزرقاوي في حزيران 2006، حين أكّد أنّ واشنطن وجهت "ضربة قوية لتنظيم القاعدة، وهذا هو المصير الذي يستحقه بعد العمليات الإرهابية التي نفذها". ولفت أيضًا إلى ما قاله الرئيس باراك أوباما بعد مقتل أسامة بن لادن عام 2011، وحينها اعتبر أنّه أهم إنجاز ضد الجهاديين، وشبّه ما قاله الرئيسان السابقان بما قاله ترامب عند إعلانه مقتل البغدادي. واعتبر الموقع أنّ كلّ عملية قتل لزعيم تنظيم تخلق فرصًا لبروز قياديين جدد، وهذا ما جنته الحرب الأميركية على الإرهاب.