Advertise here

الواقع الراهن: نتيجة حتمية للأسباب المتراكمة!

27 تشرين الأول 2019 13:56:50

 


إن المثل اللبناني القائل: "مين جرب المجرب كان عقلُه مخرّب" ينطبق اليوم على عقول وأفعال الحكام الفاعلين في هذا العهد لأنهم لا يقرؤا التاريخ ولم يتعلموا من التجارب والأحداث التي مرت على من قبلهم في الحكم من زمن الرئيس بشارة الخوري إلى اليوم، حيث وعند كل أزمة كان الحزب التقدمي الأشتراكي زمن المعلم كمال جنبلاط وحتى زمننا هذا يقف محذراً من العواقب التي ستنتج بنتيجة السياسات المتبعة في كل عهد من عهود الحكم في لبنان. 

فكان تعديل الدستور للتمديد للرئيس بشارة الخوري نتيجته الثورة البيضاء عام 1952، وكان خروج الرئيس كميل شمعون عن الإجماع الوطني والعربي والاستقواء على الوطنين الثائرين بالخارج ثورة العام 1958، وعدم القبول بالبرنامج المرحلي للحركة الوطنية من قبل اليمين اللبناني عام 1976 أوقع لبنان بالحرب الأهلية مدة ستة عشر عاماً تتخللها الاجتياح السوري للبنان والاجتياح الإسرائيلي، ثم تلزيم البلد لنظام الأسد يتحكم بجميع مفاصل الدولة فدخل على دم المعلم الشهيد كمال جنبلاط وخرج على دم الشهيد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

ألم يكن وليد جنبلاط أول من أعلن موقفاً معارضاً للتجديد للرئيس إميل لحود وطالب بإعادة الانتشار السوري سنداً لما اتفق عليه في مؤتمر الطائف؟ أليس وليد جنبلاط من أجرى مع البطريرك صفير المصالحة الوطنية الكبرى في الجبل رغماً عن إرادة السوري المحتل؟ 

أليس جنبلاط من قاد ثورة الأرز التي أدت إلى انسحاب السوري ورفع سلطة الوصاية التي كانت تعبث فساداً في جميع قطاعات هذا البلد؟

أليست المحاذير الطائفية هي التي حالت دون استكمال ثورة الأرز عندما منعت الجماهير المحتشدة من التحرك باتجاه بعبدا تحت عنوان قداسة موقع رئيس الجمهورية؟ 

ماذا حصل بعدها؟ ألم يسلم البلد مجدداً إلى النظام السوري والإيراني معاً؟ 

أليس تراكم الأسباب التي حذر منها جنبلاط كان نتيجة حتمية للتعطيل والفراغ الذي حصل في رئاسة الجمهورية والتسويات المشبوهة التى أدت إلى انتخاب الرئيس ميشال عون؟ 

ألم يحذر وليد جنبلاط مما سوف تصل إليه البلاد في ظل العهد القوي المزعوم على كافة الأصعدة؟ 

ألم يحذر وليد جنبلاط من نتائج الخطاب السياسي والاقتصادي ومن الاستئثار الفئوي للتيار الوطني الحر في وظائف الدولة؟ ألم يحذر من الخطاب الطائفي ومن نبش قبور الحرب الأهلية؟ ألم يشدد على ترسيخ المصالحة الوطنية في الجبل؟ 

ماذا كان الجواب؟ خطاب طائفي بامتياز، اثارة الأحقاد والفتن، خلق قوى وهمية في الجبل، الدخول إليه عبر توليد الانقسامات العدائية في البيت الواحد! 

ألم يحذر وليد جنبلاط من الوضع الاقتصادي الذي سوف ينهار؟ ألم يحذر من المساس بلقمة العيش وبمداخيل الطبقات الفقيرة؟ 

ماذا كان الجواب؟ ضرائب مباشرة وغير مباشرة على كل شيئ ودون مراعاة لأبسط القواعد الاقتصادية التي تعتبر ان فرض الضرائب في فترة الأزمات الاقتصادية تزيد من التردي العام. 

ماذا كان جوابكم على الورقة الإقتصادية التي قدمها وزراء الحزب قبل وفي ظل حالة الغضب الشعبي؟ الرفض ككل مرة. 

نعم، لقد تراكمت الأسباب التي كان وليد جنبلاط يحذر منها والنتيجة الحتمية لهذا التراكم ما يجري في الشارع اليوم.